اعمدة طريق الشعب

أهم المعارك / كفاح محمد مصطفى

كتب في هذا العمود بتاريخ 26/4/2015 ما يلي: أصدرت دائرة الافتاء العام في الاردن فتوى حرمت فيها الانتماء الى تنظيم داعش وقالت الدائرة في فتواها التي نشرتها وكالة الانباء الاردنية رداً على سؤال حول حكم من ينتمي الى هذا التنظيم قالت: ان داعش عصابة ارهابية يحرم الانتماء اليها كما يحرم الانتماء الى كل تنظيم ارهابي يسفك الدماء ويكفر المسلمين ويستبيح الاعراض والاموال لأن هذه الافعال تتعارض مع تعاليم الاسلام الذي حث على التسامح والعفو. واضاف ان من انتمى الى هذا التنظيم الارهابي فقد عصى الله ورسوله وابتعد عن الطريق السوي وضل ضلالاً بيناً واضحاً ومن شاركهم في قتالهم فهو مجرم ارهابي متعطش لسفك الدماء وسلب الاموال وهتك الاعراض.
العجيب والغريب في امر بلادنا الحبيبة بلاد العجائب والغرائب ان بعض رجال الدين المسلمين لم يصدروا فتوى كهذه تحرم بشكل واضح وصريح لا لبس فيه ولا لف ولا دوران ولا تلاعب بالالفاظ وليس المطلوب تحريم الانتماء الى تنظيم داعش الارهابي فحسب، بل المطلوب تحريم الانتماء والترويج لمعتقدات هذا التنظيم بشكل مباشر او غير مباشر بشكل مكشوف او مبطن فقد استباح هذا التنظيم دماء العراقيين وعرضهم ومالهم وارضهم بشكل لا مثيل له لا في التاريخ القديم ولا في التاريخ الحديث. ان التحدي الاكبر لجميع رجال الدين المسلمين وخاصة العراقيين في الوقت الحاضر هو تفكيك المنظومة العقائدية للارهابيين بشكل واضح وصريح والتركيز على ان الارهابيين اولوا العديد من الآيات القرآنية زماناً غير زمانها ومكاناً غير مكانها وظروفاً دولية وانسانية واجتماعية وسياسية واقتصادية ونفسية غير ظروفها واستغلوها بشكل بشع في عملية غسل الدماغ وباسم الدفاع عن المقدسات الاسلامية وهي منهم براء.
ان المعركة العقائية والفكرية مع قوى الارهاب والظلام هي من اهم المعارك لان بنيتهم العسكرية قد بنيت على بنيتهم العقائدية فانهيار البنية العقائدية للارهابيين سيؤدي لا محالة الى انهيار البنية العسكرية لهم فعلى رجال الدين تقع مسؤولية انسانية وشرعية ووطنية للمساهمة الجادة والفاعلة في المعركة العقائدية والفكرية ضد قوى الارهاب والظلام وهذا ما يأمله كل احرار الشعب العراقي وشرفائه.
هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 26/4/2015 وما زال التحدي الاكبر لجميع رجال الدين وخاصة العراقيين في الوقت الحاضر هو تفكيك المنظومة العقائدية للارهابيين والتركيز على ان الارهابيين تداولوا العديد من الآيات القرآنية زماناً غير زمانها ومكاناً غير مكانها وهذا ما يأمله كل احرار الشعب العراقي وشرفائه.