اعمدة طريق الشعب

انتم مسؤولون تاريخيا !/ حسين الذكر

حينما يكتب ويدون التاريخ فانه بالتاكيد سوف لن يظلم احدا من قادة العهد الرياضي العراقي الجديد، حينما يؤكد انهم مسؤولون عن الاخفاق الحاصل في بيئتنا الرياضية التي لا تقبل رأيا او مدلولا آخر،مهما كانت التبريرات والتزويقات ومهما طبل المستفيدون وغيرهم من جوقة معزوفة لم تعد تسمع من اهل الرياضة والاختصاص، في ظل اعلام منفتح وبيئة مفتوحة،مهما غرقت في الفساد والتهديد والظلامية، الا ان نور الاقلام والافواه الشريفة سوف لن يسد ويكتم رمقه، في تحديد ملامح حقبة ما زالت سوداء في تاريخ رياضتنا عامة، بعد ان اكلت الاموال وهدرت الاوقات وبددت الجهود، على زيف مشاركات وخربشات وخطابات واكذوبة انجازات واستراتيجيات لم يعد يخفى من زيفها شيء الا ما يلعق اخر ما تبقى من ميزانيات تصرف بلا وجع قلب.
منذ تداعيات 2003 وحتى اليوم تسيطر بعض الاسماء على اغلب مؤسسات الدولة الرياضية، لها حق الصرف والتصويت والترشيح والسفر والايفاد والتعيين والمشاركة والتصريح والتهديد ان تطلب ذلك، فيما تتراجع رياضتنا شيئا فشيئا، نحو درك لم نمر به ولم نبلغه سابقا حتى في احلك ايام الدكتاتورية البغيضة، مما جعل المطلعين والجماهير واهل الاعلام يتساءلون من المسؤول عن هذه الاخفاقات الرياضية التي عجزت عن تحقيق وسام اولمبي واحد برغم صرف المليارات، في وقت يحقق العراق انتصارات كبيرة في فرق الفئات العمرية على مستوى الناشئين والشباب وغيرهم، في جميع الالعاب الفردية والجماعية التي تختفي انجازاتها، بل وحتى اسماؤها بعد سنوات كان الامثل ان نراها تتوج عالميا . في صورة مخجلة تعبر عن التزوير والالتفاف والتشويه الحاصل في رياضتنا حد الخجل، الذي ابقانا في مستويات متدنية عن كل الدول العربية والشرق اوسطية والمحيطة .. بل حتى تلك التي تقل عنا شأنا وتاريخا واموالا ومقدرة ..
ان اغلب قيادات العهد الجديد ممن استحوذ او تسلط او انتخب او وصل إلى سدة الحكم الرياضي بصورة ما، ما زال يفكر في كيفية البقاء اطول مدة ممكنة، واذا سمح العراق الراهن لهم بالتوريث سيورثون بلا نقاش، اما رياضتنا ومؤسساتنا فقد شلت حد الموت منذ تخلت عنها الحكومة، واستسلمت لهم دون مراقبة وبلا حساب او تدخل ايجابي ، يمكن ان يصحح المسار ويجلب اهل الشأن الحقيقيين ويفتح الابواب للمشاركة الجمعية بصورة تعتمد التخطيط الاستراتيجي والتحسن الايجابي المدروس بكل اتجاهات العلم والتخطيط والكفاءة كاساس وحيد لتصحيح المسار وحسن النوايا .. في وقت تدل فيه كل المؤشرات على ان الاوضاع ستبقى قائمة وتزداد شخصنة وعشوائية وسلطنة ومغنمة !، في ظل نظام سياسي مبني اساسا على المحاصصة والتكتلات والحزبية الضيقة والشخصنة والعلاقات ... وغيرها من امراض العصر التي ابتلي بها شعبنا في كل الاوقات دكتاتورية او ديمقراطية .. دون الخوض في الكفاءة او الجدية والإخلاص، لا من بعيد ولا قريب .. هنا تكمن علة العلل في سوء ما بلغه حال رياضتنا التي سوف لن تتطور ما لم تتغير القوانين واساليب الانتخابات وآلية العمل والمراقبة والحساب والتقييم..