اعمدة طريق الشعب

الفئات العمرية أساس نجاح الرياضة / منعم جابر

منذ عقود كثيرة ومع بداية ممارستنا للرياضة والالعاب سمعنا شعارات عدة طرحها قادة الرياضة ومعلموها منها ( خذوهم صغارا ) اي ابدأو مع الاطفال والاعمار المبكرة لغرض بناء رياضة علمية وصحيحة ولجميع الالعاب وكانت للتجربة الاشتراكية خطوات على هذا الطريق مما جعلها تسود وتتقدم مناهج الدول وبرامجها حتى تصدرت دول اروبا رياضيا . واعتمدت كل الانظمة والتجارب هذا المنهج القائم على الاهتمام والرعاية والبداية مع الفئات العمرية للالعاب الجماعية والفردية . الا نحن في العراق حيث تاخرنا وقصرنا في هذا المجال وان حضرنا فكنا متاخرين او معتمدين على التزوير والتلاعب بالاعمار بغية تحقيق الفوز ( الوهمي ) والنتائج غير الصادقة التي تجعلنا نحس بالرضا على النفس والقبول بما تحقق والنوم في العسل ! متناسين اهداف وثمار الاهتمام بالصغار والانجاز الصادق والفعلي القائم على اساس بناء تجربة رياضية رائدة نقطف ثمارها في السنوات القادمة . وهذا هو التصرف السليم والصحيح الا اننا نلاحظ اعتياد قادة الرياضة ومسؤوليها على مبدأ ارضاء المسؤول واقناعه بان هذه انجازات حققها ابناء العراق ( بذراعهم ) وان مستوى لاعبينا هو الافضل والاحسن في آسيا . اذا يتحمل مسؤولو الاتحادات الرياضية كافة وقادة ومسؤولو اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية اضافة الى الجهة الرسمية الراعية للرياضة العراقية اي وزارة الشباب والرياضة اضافة الى المدربين والمشرفين ومدراء الفرق و الاداريين كل هؤلاء يتحملون هذا التلاعب والتزوير والنتائج الوهمية . وكان البعض يقول ان الخوف من المسؤول السابق وطبيعة نظام الحكم الشمولي السائد آنذاك وتدخلهم في الشأن الرياضي ورغبتهم في تحقيق النتائج الباهرة والكبيرة لاعتمادها لافتة يختفي تحتها ما كان اعظم سببا مقبولا يوم ذاك . لكن ما بالكم اليوم تعتمدون الاساليب والحكايات ذاتها ونمط التفكير والاسلوب ونفس المنهجية، واذا كانت هي قضية سلوك وتصرف ( منحرف ) قائم على الغش والخديعة ؟ سادتي في الرياضة العراقية كلنا مسؤول عما حصل ويحصل وجميعنا معنيون بأمر هذه الافة الفتاكة التي لوثت رياضتنا ودمرت ألعابنا وأعمت ابصارنا وغزت عقولنا إنها الفوز الوهمي المبني على خداع الاخرين . لقد كنا سابقا نغش ونزور لعام او عامين اما اليوم فالتلاعب تجاوز السنوات الخمسة مع سبق الاصرار وكان بالامس المسؤول يامر ويوجه ويصدر الجواز المطلوب اما اليوم فان الاب او ولي الامر او اللاعب نفسه يساهم في صناعه هذا العمل ( المنحرف ) الخطير ان هذه العملية هي حجر الاساس للحفاظ على المواهب والاجيال واحترام المنافسين وتجاوز اخطاء وعيوب الامس مع تواصل المستحق وترحيل الاكبر الى فئة اعلى وبهذا نصلح الواقع الرياضي مرة اخرى ونعود إلى منصات الفوز والانجاز الحقيقي ونظهر امام العالم بوجه حضاري متقدم ونبني رياضة العراق القادم الجديد .