اعمدة طريق الشعب

الاساطير .. من زاوية اخرى ! / حسين الذكر

تدور كلمة اسطورة وتتردد في الاوساط الاعلامية والرياضية والجماهيرية ، خلال هذه الايام ، جراء الاحتفالية التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة ، تحت عنوان الاساطير ، لرفع الحظر نهائيا عن الملاعب العراقية ، في خطوة جمعت بها عددا من معتزلي لعبة كرة القدم من نجوم دول العالم وآخرين من مختلف نجوم كرة القدم العراقية ، بصورة اعطتها زخما اعلاميا واهتماما تحاول من خلاله - وفقا لتصريحات رسمية - ان تسعد الجماهير وتهيئ فرصة امتاع ومشاهدة تبلغ درجة تاريخية - كما يتصور - المنظمون .
والاسطورة تعني الخرافة او الحديث الملفق او كل ما يمكن ان يكون من الخيال او شبيهه ، بمعنى انه حدث استثنائي وعطاء لم يكن يتصور وقد لا يتكرر بنسخه ، مما جعل كلمة اسطورة لا تطلق الا على عدد قليل جدا من لاعبي كرة القدم العالمية ، وقد بلغ عددهم بالملايين عبر التاريخ، فيما الاسطورة لم تطلق الا على ( بيليه ومارادونا وميسي ) .. مما جعل لها تميزا وسمة خاصة منفردة لا يمكن ان تطلق او تضم تحت يافطتها اسماء اخرى وان على شأنها ..
في لقاء تلفازي سئلت عن رايي في هذه المبادرة ، التي لم اكن اتمنى الحديث عنها ، مع امنياتي ان تنجح الفكرة وتخدم كرتنا وتسعد جماهيرنا بدرجة اهم من كل اجندات اخرى او مصالح ضيقة هنا وهناك ، لذا سأدعو بالتوفيق لكل المنظمين والمحتفلين ، بان يخرجوا كرنفالا جميلا يكون قادرا على ايصال رسالة الى المعنيين العالميين - ان رضوا بهذا الكرنفال- وبالقدر الذي يمكن من خلاله ان يلغي الحظر نهائيا ، وهنا لب القضية ، فأما ما عداها فيعد ، مجرد ثانويات لا قيمة لها تاريخا ولا واقعيا .
لو عدنا الى المدعوين من نجوم الكرة العالمية ونعد اسماءهم وانجازاتهم وما قدموه ، سوف لا نجد من ينطبق عليه اسم الاسطورة ،فاذا كانوا هؤلاء اسطورة فماذا سنطلق على ( رونالدو وروماريو وزيكو وباتستوتا ، ودينا زوف وكرويف وبكنباور ومولر وما عداهم من نجوم التسعينات والالفية وغيرهم ..... بالعشرات ) ، ذلك ما يجعل اليات اختيار النجوم في مهب الريح، اما على الجانب العراقي ، فلا اجد بين المدعوين والتشكيل ما يجعلني الاهتداء الى آلية عمل او معايير معينة واضحة ، الملامح تم بموجبها الاستدعاء والتشكيل ، لدرجة لا يمكن ان يغبن احد من نجوم الكرة ويسلب حقه ، فضلا عن الامتداد الى ما نعدها شريحة كاملة .. فالأسماء مبعثرة تضم عددا من نجوم الكرة واجيالها ، لكنها حددت وفقا لمزاجية وتفرد واضح خارج اطار المعايير المعتبرة الواضحة ..
على سبيل المثال ، لو حددت الوجوه بأبطال اسيا 2007 ، لكان اجدى ، ولو وسعت القائمة لتضم من مثلنا في كاس العالم 1986 لكان افضل ، ولو فتحت الى من شارك ببطولة القارات 2009 لربما كان العدد والتشكل انسب واكثر وضوحا وتحديدا ، الا أن العملية برمتها خضعت الى معايير لم تدرس ولم تحسم بشكل دقيق، جعلها مفتوحة للمزاجية والعلاقاتية بكل عناوينها ، مما قد يفتح باب التظلم ، لاسيما لنجوم يعتقدون انهم احق بالتمثيل من اسماء لا تمتلك تلك القدرة على التمثيل برغم كل علاقاتها ومصالحها المتشابكة .