اعمدة طريق الشعب

لندعمَ مهرجاناتنا الثقافية !/ عبد السادة البصري

دائماً أردد: رغم القبح والظلام لا بدّ أن نفتحَ كوّة صغيرة يدخل منها النور !!
قبل يومين اختتمت فعاليات ملتقى قصيدة النثر الثالث في البصرة ، الذي أقامه اتحاد أدباء وكتّاب البصرة بدعم من وزارة النفط وشركة نفط البصرة وبالتنسيق مع الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق وقد حقق الملتقى نجاحاً باهراً وبشهادة الجميع تنظيما وإدارة ،جاء نجاحه هذا رداً قويا على العملية الإرهابية الجبانة في ذي قار المجاورة التي أودت بحياة العشرات من الأبرياء ليؤكد الأدباء والمثقفون بأنهم ماضون في إشاعة الجمال والمحبة ، وسيظلون رافعي راية النضال، فرغم الفساد المستشري في كل مفاصل الحياة وما يفعله الإرهابيون الجبناء من قبحٍ ودناءة سيبقى الأدباء حاملي مشعل التنوير وصناعة الجمال والحياة ، بمعنى أن إقامة ملتقى لقصيدة النثر في هذه الظروف وإنجاحه انما يجسد العزم والإصرار على فتح كوى صغيرة هنا وهناك لإشاعة النور والجمال في وقت يريد الفاسدون والقتلة إشاعة الظلام والرعب والموت .
أقام البصريون وإخوتهم الأدباء الآخرون هذا الملتقى وسيقيم الواسطيون مهرجان المتنبي والعماريون مهرجان الكميت والبعقوبيون مهرجان تامّرا والمركز العام يقيم مهرجان الجواهري .. لكن .. أليس من حقنا أن نتساءل : هذه المهرجانات وما يصبو اليه الأدباء والفنانون والإعلاميون في عموم البلاد ألا تحتاج الى تمويل ودعم مادي ولوجستي ومعنوي أيضا من لدن الوزارة المتخصصة في هذا الجانب تحديدا ــ وزارة الثقافة ــ أم نتركهم يطرقون أبوابا هنا وأخرى هناك مطالبين بدعم فعالياتهم الإبداعية هذه ؟!
أقيم ملتقى قصيدة النثر برعاية ودعم وزارة النفط ــ وهذه بادرة رائعة تستحق الشكر والثناء ــ ولكن أتمنى أن نفتح أبوابنا ونجلس مع الأدباء والمثقفين نحاورهم ونستمع لهم ونأخذ بأفكارهم ومبادراتهم نتدارسها بيننا ــ أقصد وزارة الثقافة والأدباء ــ ثم نسعى الى دعمهم قدر الإمكانيات المتوفرة والمخصصة ضمن الميزانية ، إضافة الى فتح قنوات مع الشركات والمؤسسات الإنتاجية وغرف التجارة ورجال الأعمال في المحافظات لدعم هذه الفعاليات وكما يفعله الآخرون في أغلب المدن العربية والعالمية ، كي نعطي صورة جمالية رائعة ونؤكد للناس في كل مكان إننا شعب يحب الحياة والجمال ويشيع لغة المحبة هنا وهناك رغم كل ما يخطط له الفاسدون والإرهابيون القتلة ، فالجمال لا يصنعه إلاّ عشاقه والنور لا يضيئه إلاّ محبو الحياة الحقيقيون باعثو النور والجمال والمحبة في كل مكان !! لهذا علينا أن نفكر بجدية وإخلاص كيف ندعم المهرجانات والفعاليات الثقافية في كل بقعة عراقية .