اعمدة طريق الشعب

في مناسبة بدء العام الدراسي الجديد .. تداوي الناس وهي عليلة (2) / كفاح محمد مصطفى

كتب في هذا العمود بتاريخ 25 كانون الاول 2013 تحت عنوان «تداوي الناس وهي عليلة» ما يلي:
وجهت وزارة التربية والتعليم تحذيراً الى من يعملون في المؤسسات التعليمية من ادارات المدارس والمدرسين ومرشدي الصفوف من التطرق الى المذاهب والطوائف والاديان التي تسبب الانقسام والتخاصم والعدوانية والبغضاء وكذلك منع الطلبة من تداول هذه المسميات والتزام الجميع بذلك التشديد والمراقبة على من يروج ويساعد في ذلك وتطبيق عقوبات ادارية رادعة. هذا المرض هو الطائفية التي لم تدخل بلداً الا وسببت له الكوارث والدمار لذلك يجب ان نبعده عن الطلبة لان المدرسة وباقي المؤسسات التعليمية مخصصة للعلم والمعرفة وبناء جيل صاعد مثقف يبني البلاد ويحافظ عليها. العجيب والغريب في الامر ان هذا التحذير لم يصدر من وزارة التربية العراقية ولا من اللجنة البرلمانية المعنية بشؤون التربية والتعليم ولا من الحكومة العراقية رغم انتشار وباء الطائفية المقيت ورغم ان مؤسساتنا التعليمية بحاجة ماسة الى مثل هذا التحذير لانقاذ ابنائنا الطلبة من المرض الخبيث الذي ينهش عقولهم نهشاً الا وهو وباء الطائفية.
نعم الغريب في الامر ان يصدر هذا التحذير من الحكومة الفرنسية، نعم من الحكومة الفرنسية بمناسبة بدء العام الدراسي وهو موجه الى المؤسسات التعليمية الفرنسية كافة وعلى مختلف مراحلها. ولكن لا غرابة في الامر في بلادنا الحبيبة بلاد العجائب والغرائب لان القوى السياسية المتنفذة هي التي ساهمت بشكل مباشر احياناً وغير مباشر احياناً اخرى بنشر هذا الوباء اللعين وباء الطائفية المقيت بطروحاتها وبسلوكها وبطريقة تشكيلها لمؤسسات الدولة فكيف تداوي الناس وهي عليلة ومصابة بهذا الداء اللعين؟
يا سادة يا كرام ان وباء الطائفية المقيت لم يسبب سوى الكوارث والدمار والانقسام والتخاصم والعدوانية والبغضاء وتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي تمزيقاً فانشروا ثقافة المحبة والسلام والتسامح والتآخي فهي اللقاح الفعال ضد مرض الطائفية وهي العلاج الفعال لهذا المرض الملعون.
هذا ما كتبته في هذا العمود بتاريخ 25 كانون الاول 2013 وما زالت مؤسساتنا التعليمية بحاجة ماسة الى نشر ثقافة المحبة والتسامح والتآخي، نعم بحاجة ماسة لنشر ثقافة المحبة والسلام والتسامح والتآخي.