اعمدة طريق الشعب

معايير النجاح.. المؤسسون في الذاكرة !/ حسين الذكر

مع انفتاح السوق الكروية العراقية لعمليات التعاقد وبيع وشراء اللاعبين والمدربين الاجانب في الاندية والدوري العراقي منذ سنوات طويلة اعقبت تغيرات 2003 ، بدأها نادي اربيل معبرا عن استقراره المالي والاداري ، فضلا عن وجود اهداف اخرى معنوية وقد يكون لها ارتباط ما بالسياسة ، من قبيل ضرورة توفير مستلزمات فوز النادي بالبطولات واعلاء شأن النادي ، الذي يحمل اسم عاصمة الاقليم وربما عنوانها الاكبر ، مما انعكس بشكل ايجابي فعلا على تطور اللعب والرياضة وبناء المنشآت في اقليم كردستان لدرجة نموذجية اصبحت معها تعد محورا مهما لإدارة وتجميع اغلب المباريات والفعاليات العراقية، فضلا عن نقل درع الدوري الى هنالك في مناسبات عدة .
ومع اقرار قانون الاحتراف بعد اصداره من قبل مجلس النواب والمصادقة عليه ونشره في الجريدة الرسمية ، الا ان عمليات الاحتراف المعمول بمجملها في الدوري الكروي والمتداولة في الاندية العراقية كذا المنتخبات ، لم تأخذ بنظر الاعتبار القانون، لا من بعيد ولا من قريب وما يمكن ان يؤديه ذلك الى مخالفات عديدة تضر بالرياضة وتعد هدرا للمال العام ، مع عدم مطابقتها للمعايير الفنية ، التي قد تستلزم الرأي المحكم المتخصص وما يمكن ان نتوقعه من تطورات وانعكاسات ايجابية على معظم القطاع الكروي العراقي وما يلحقه به.
للأسف خلال سنوات خلت ،تمت اضاعة وهدر كثير من الاموال الطائلة التي بلغت بالمليارات من خزينة الدولة واموال الشعب التي لم تستثمر بالشكل المطلوب وضاعت على عقود لاعبين ومدربين بالملايين ، بعضهم لا يستحق ربعها او دون ذلك، بشهادة ما اشيع بين اهل الوسط الفني والجماهيري والاعلامي ، دون ان تكون هناك اي انعكاسات ايجابية على ارض الواقع المنشآتي والميداني والاستراتيجي من خلال عمليات بناء وتأسيس حقيقي لمقتضيات تطوير البنى والمنشآت والفرق ، التي ظلت بلا ساحات جيدة للتمرين او اللعب ، مما شكل اشكالية حقيقية صادمة لأهل الشان ، في كيفية ادارت الامور وكيفية الصرف وما هي الجهات الرقابية المسؤولة، عن منح الاموال واستلامها وصرفها وتبويبها وغير ذلك الكثير ، مما يتطلب من ابسط الموجبات الرقابية والحاسبية ، التي تلتزم بالقواعد الاخلاقية العامة - في اقل تقدير - (ان تلكؤ تنفيذ القانون لأسباب حتمية بنت ظرفها ووقتها ) من قبيل القانون والضمير والحس الوطني والديني ، فضلا عن المهني الرياضي ، الذي كان سائدا ومعروفا في سنوات وعقود خلت ، من جيل بناة الرياضة العراقية والمؤسسين الحقيقيين ، الذين قدموا الغالي والنفيس ، دون ان تكون لهم تلك الاموال والدعم ، وقد غادروا الحياة ، ربما بدون بيوت للسكن ، ولا عمارات ولا مولات ولا اسوا ق تجارية كبرى ولا فنادق ولا سيارات ولا ارصدة ولا اي اجندات اخرى ،سوى خدمة الوطن والرياضة وحب الجماهير والرحمة والرضوان والذكر الطيب في كل محفل لأولئك المجهولين ، ممن زرعوا وجدوا واجتهدوا في أحلك الظروف ، كي تكون هناك بيئة رياضية كروية، تستطيع ان تتحرك بها الاجيال وترفع اسم الحركة الرياضية، كملف ثقافي شبابي تربوي مهم ، يمكن من خلاله المساهمة في رقي المجتمع وتطوير البلد نحو مصاف الدول المتحضرة وهي مسؤولية مضاعفة لقادة الرياضة الحاليين والقادمين والله من وراء القصد .