اعمدة طريق الشعب

مدارسنا الابتدائية.. مشكلات جمة تنتظر حلولا! / لطيف كريم

تعاني المدارس الابتدائية في عموم المدن والمحافظات العراقية، جملة من المشكلات، أولها - وهو ما يتكرر الكشف عنه عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وشكاوى المواطنين – قلة عدد المدارس. فالموجود حاليا لا يتناسب وأعداد التلاميذ. ولكوننا على أعتاب العام الدراسي الجديد، من حقنا أن نسأل وزارة التربية: هل هيأت مدارس كافية لأبنائنا التلاميذ؟ أم ان الأمر سيكون مشابها للأعوام السابقة؟
هناك مشكلة أخرى تعانيها مدارسنا الابتدائية، تتمثل في رداءة نوعية بناها التحتية، على عكس ما موجود في دول الجوار والعالم. فالعديد من مدارسنا بناؤه قديم، والبعض منها بني قبل سنوات قليلة، لكن نوعية البناء والمواد الانشائية رديئة، ناهيك عن شبكات المياه والصرف الصحي، ما يجعل التلاميذ في معاناة مستمرة، لا سيما خلال فصل الشتاء.
وعانى تلاميذ المدارس خلال العام الدراسي الماضي، ضعف توفير الكتب والقرطاسية، وتأخر توزيع العديد من المناهج، وما وزع منها، كان رديئا من ناحية الكبس والطباعة، حتى انه يتمزق خلال فترة قصيرة، الأمر الذي شكل صعوبة أمام التلاميذ في تحضير الدروس ومراجعتها. ولا نعلم هل ان وزارة التربية ستوفر هذا العام، المناهج والقرطاسية كاملة؟ وهل ستكون بنوعيات جيدة؟
ومن بين المشكلات البارزة في المدارس الابتدائية، ضعف العلاقة بين المدرسة وأولياء أمور التلاميذ. وقد بينت دراسات عديدة ان التلاميذ الذين يحظون برعاية كبيرة من قبل أسرهم من حيث شرح الدروس وتسهيلها، يحصلون على نتائج متميزة. لذا من الضروري ان تتعاون الأسرة مع المدرسة في تطوير قدرات التلميذ، وأن تتوثق العلاقة بين المؤسستين التربويتين، خاصة من ناحية حضور اجتماع الآباء والمعلمين.
الضوضاء في داخل الصفوف الدراسية، هي الأخرى باتت من بين أهم المشكلات التي تشهدها مدارسنا الابتدائية. فهي تشكل عائقا أمام استقرار الدرس واستيعاب التلاميذ المادة الدراسية. ما يستدعي وضع حلول لهذه المشكلة، لكي ينعم الصف بهدوء تام.
ان المشكلات آنفة الذكر، وهي قسم من مشكلات أكبر لا مجال لحصرها، تحتم على وزارة التربية الوقوف عندها ووضع الحلول المناسبة لها. إذ يتطلب بناء مدارس جديدة، أو العمل على استئناف بناء المدارس التي توقفت مشاريعها بعد أن تجاوزت نسب إنجازها الـ 50 في المائة. ومن الضروري ان تكون وزارة التربية ومديرياتها، مستعدة لتغطية حاجة التلاميذ من الكتب والقرطاسية، تجنبا للمعاناة التي تعرض لها التلاميذ وأسرهم العام الماضي.
ومن بين ما ندعو إليه، تقوية العلاقة بين الأسر وإدارات المدارس، كأن يكون ذلك من خلال عقد المؤتمرات الموسعة، أو الجلسات واللقاءات الحوارية. كذلك من الضروري السعي إلى الحد من الضوضاء في المدارس، وخصوصا داخل الصفوف، وتوفير حدائق جميلة وقاعات لألعاب التسلية في المدارس، لامتصاص توتر التلاميذ وضوضائهم.