اعمدة طريق الشعب

الشَّعْبُ يُريد إِسْقاطُ الفَسَاد !/ يوسف أبو الفوز

لم يكن بدون معنى ترحيب عموم ابناء الشعب العراقي بتصريحات السيد رئيس مجلس الوزراء بشأن نيته محاربة الفساد، والتي دعت العديد من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنيً إلى تحويلها من تصريحات إلى إجراءات ملموسة. فهناك ايمان عميق ناتج عن المرارات المتراكمة ومعاناة ابناء الشعب طوال السنين العجاف للحكومات المتعاقبة منذ سقوط الصنم، بأن الفساد هو أحد النتائج الخطيرة لنهج المحاصصة الطائفية والاثنية الذي تحول الى منظومة سرطانية شلت اجهزة الدولة وافقدتها هييبتها. ومن هنا فان المراقبين يحذرون من ان القوى السياسية المتنفذة والمتهمة بالفشل في قيادة البلاد تسعى لتكريس هيمنتها داخل الدولة باشكال ومناورات مختلفة ، لانها تصطدم بالرفض شعبي وان بعضا من رموزها متهمون بالفساد. من هنا ايضا فأن القوى الوطنية الديمقراطية، التي تدرك أن محاربة الفساد عملية شاقة ولا تقل اهمية عن محاربة الارهاب، تدعو وتعمل لتوحيد صفوف الاطراف الداعية لبناء دولة المؤسسات والقانون والمواطنة، واستنهاض ابناء الشعب لاجل ايجاد البديل الكفيل بانجاز التغيير المنشود.
حين وصلت بيت صدّيقي الصَدوق أَبو سُكينة، وجدت ان الجميع منشغلون في التعليق على ما تناقلته وكالات الانباء عن اقدام مسؤول عسكري صيني كبير متهم بالفساد ، على الانتحار شنقا في بيته، وقت البدء بالتحقيق معه عن علاقته بمسؤولين آخرين سقطوا بسبب الفساد، اثر اطلاق الرئيس الصيني حملته المناهضة للفساد قبل اعوام وتشديده عليها في المؤتمرات الاخيرة .
قالت سُكينْة مازحة : هل تريدون ان نوزع حبالا للفاسدين في العراق؟ هذا معناه سنخلق ازمة حبال.
ضحك الجميع وقال جلِيل: العراق للاسف يحتل دائما ذيل القائمة في القوائم التي تصدرها منظمة الشفافية الدولية ، وان الكتل المتنفذة رغم كل ما جرى لا تزال تتصارع على مواقع النفوذ والثروة .
قال ابو جلِيل: ما اختلفنا نصير بالذيل، بالجانب، اريد اعرف فلوس العراق المنهوبة بيها مجال ترجع لنا بطريقة ما ؟ وهاي الحملة على الفساد ممكن تجيب نتيجة مع الحيتان الصلفة ؟
تنحنح أَبو سُكينة وقال : ترجع الفلوس المنهوبة اذا تغيرت عقلية الناس وخلصنا من الحيتان ، ومن امثال هذا الذي راح للخطاط وطلب منه ان يخط له لافتة يكتب بيها (محاربة الفساد واجب ديني ووطني)، والخطاط قال له هذه اللافتة تكلف عشرين الف ، فقال له: ولا يهمك بسيطة ، بس اكتب لي بعدين وصل بستين الف !