جميل ان تزدان ملاعبنا بالمباريات في مختلف المحافظات، بعد انطلاق قطار دوري الكرة الممتاز، وعودة الجماهير الى ممارسة لعبتها وهوايتها المفضلة.. بالحضور والتشجيع والتنافس الجدي، بشكل مثير وجميل ومحبب،- برغم الهفوات هنا وهناك التي نأمل ان تخف خلال الادوار اللاحقة - لدرجة نسيت فيها الجماهير همومها الكروية التي عانتها مع المنتخبات، واخذت تطارد انديتها وتتابع وتتغنى بنجومها وتفرح بفوزها وتحزن لخسارتها وهذا ديدن كرة القدم التي لا يوجد فيها فريق بلا خسارة.

دوري كرة القدم في كل بلد هو الواجهة الكروية والهوية والمعبر الحقيقي لتشكيل المنتخبات، من خلال ما ينتج صراعه وتنافسه الشديد وفرصته لظهور مواهب ووجوه جديدة، تشكل تحديا للقديم ومحاولة ازاحته واعطاء نفسها حق اغتنام الفرص، كجزء من قانون حياتي عام، فضلا عن كونه ظاهرة كروية صحية.. من خلالها ينتظم قانون الاعتزال وظهور المواهب وبناء المنتخبات وعبرها فقط تحقق الانجازات والبطولات.

قبل ايام اصدر اتحاد الكرة قرارا غريبا بموافقته على المشاركة في بطولة غربي اسيا وقبوله تأجيل الدوري برغم انطلاقته المتأخرة وضرورة البحث عن مخارج لضغطه، وقد اندهش المتابعون والاعلام والخبراء من قرار كهذا لا يمت للدراسة والتخطيط والاصلاح بشيء. لكن بحمد الله تم التخلص من هذه الورطة التي لا نعرف من اوقع الاتحاد فيها.. حيث تم الغاء البطولة، بعد ان رفضت المنتخبات الاخرى المشاركة بالخط الاول وهو عين الصواب ويمثل قرارات مدروسة من بقية الاتحادات والدول الشقيقة الحريصة على دوريها ومنتخباتها وتراعي مشاعر جماهيرها.

اليوم وبعد الغاء بطولة غربي اسيا، وانطلاق منافسات الدوري وتصاعد وتيرته وظهور مواهب جديدة فعلية، يمكن ان تقدم الافضل من خلال اللعب المستمر وايجاد فرص اكبر للتألق.. نوجه التحذير لكل من يحاول المس بدوري الكرة او يحاول ايقافه، تحت ذرائع المشاركة في بطولات لا تسمن ولا تقدم و لا تأخر، الا لمن يريد البحث عن الايفاد والسفر على حساب كرتنا وجماهيرنا وانديتنا واعلامنا.

اي بطولة اخرى لا تستحق ايقاف الدوري واذا كان لابد من المشاركة فيجب على الاخوة في الاتحاد بلجانه وخبرائه العاملين، ان يسعوا جاهدين الى تشكيل منتخب من الوجوه الجديدة التي تظهر في الدوري حصرا - وليس المحروقة والمستهلكة منذ سنوات عديدة.. وان يتم سحب لاعبين من كل فريق لا اكثر، اذ اثبتت اغلب الفرق ان فيها عناصر قادرة على التطور وخدمة كرتنا التي لا تعد حصرا على الاسماء المتداولة ذاتها منذ سنوات طويلة.. الخطوة اذا ما اقدم عليها الاتحاد ستكون خطوة جبارة وتعد فعلا بوابة للإصلاح وعلى الطريق الصحيح وسنبارك ونشجع وندعم كل من يقدم عليها فان ذلك طريق البناء والله ولي التوفيق.