اعمدة طريق الشعب

التخطيط اولاً واخيراً / كفاح محمد مصطفى

التخطيط على اسس علمية وعملية وواقعية هذا ما نفتقده مع الاسف الشديد منذ سقوط النظام السابق وحتى هذه اللحظة فلا وجود لخطط قصيرة المدى او متوسطة المدى او بعيدة المدى لمعالجة الملفات المهمة والحيوية المتعلقة بمصالح شعبنا المظلوم سواء كانت اقتصادية او زراعية او صناعية او اجتماعية او اسكانية او تربوية بل وحتى امنية وعسكرية بل انشغلت القوى السياسية المتنفذة بوضع خطط لتقاسم السلطة والجاه والنفوذ والمال وأبدعت ابداعاً ما بعده ابداع في هذه الخطط. لقد اكدت العديد من الصحف ومنها جريدة طريق الشعب على ضرورة وضع الخطط العلمية والعملية لمعالجة المشاكل التي يمر بها بلدنا الحبيب ولكن لا من مجيب فعلى سبيل المثال وليس الحصر كتب في هذا العمود وتحت عنوان قبل ان يقع الفاس بالرأس بتاريخ 6 آذار 2013 ما يلي: الغريب في الامر ان الجهات المسؤولة لا تتحرك الا عند وقوع الكارثة فمنذ سنوات والحديث يجري عن السدود التركية التي انشئت او التي هي قيد الانشاء ولكن ما هي الاجراءات العملية المتخذة من قبل الجانب العراقي لتجنب الاثار الكارثية للسدود التركية وكم سداً انشئ، وكم سداً في طريقه الى الانشاء؟ لا شيء سوى التصريحات وتصريحات اعلامية فقط في حين ان المطلوب اتخاذ اجراءات على الارض وفي مقدمتها بناء سدود جديدة للاستفادة القصوى من مياه الامطار والفيضان والتي يجري تصريفها الى النهر دون الاستفادة منها بعد ان تغرق مناطق شاسعة انه من الضروري والضروري جداً بناء سدود جديدة والتفكير جدياً بانشاء سد جديد في مدينة الموصل لان السد الحالي لا يعمل بطاقته التصميمية لوجود مشاكل فنية فيه ستخرجه من الخدمة عاجلاً ام آجلاً والتفكير جدياً بتحويل سد بخمة من مخططات على الورق الى ارض الواقع بعد حل العقبات التي حالت دون انشائه فعلى الجهات المسؤولة ان تتحرك قبل ان يقع (الفأس بالرأس) وان لا تتذرع بعدم وجود تخصيصات مالية فقد تم تخصيص حوالي مليار دولار نعم مليار دولار لانشاء بناية جديدة لمجلس النواب العراقي مع ملحقاتها في موقع مطار المثنى القديم فكم سداً يا ترى يمكن بناؤه بهذا المبلغ لتجنب وقوع كوارث زراعية وبيئية لا تعد ولا تحصى في العراق؟
هذا ما كتب في 6 آذار 2013 ولكن وآه من ولكن لم يقرأ احد ولم يسمع احد ولم يتأمل احد ما يكتب في الصحف الوطنية لان ما يشغلهم اهم من ذلك بكثير وهو وضع الخطط لتقاسم الكعكة مع الاسف الشديد، نعم مع الاسف الشديد.