كل من يعمل في الرياضة العراقية متأكد من انها تعاني خللا اداريا وضعفا واضحا في كفاءة العاملين في ادارتها الامر الذي ابقى المشاكل متواصلة ومستمرة كل هذه السنوات . لقد توصلنا الى ان اهم ما يواجه الرياضة ومؤسساتها هو غياب القانون اولا وضعف وانعدام كفاءة القيادات الادارية ثانيا ! . وهذا حال رياضتنا اليوم بكل صراحة ووضوح . وبفعل هذا الواقع صار لزاما علينا كمعنيين واعلاميين ومختصين في الشأن الرياضي ان نطالب وندعو الى الاهتمام بحل هذا الاشكاليات التي صارت عقدا دائمة وهموما ومشاكل مستمرة . وما حصل في كل مفاصل الرياضة ويحصل هو بسبب انعدام القانون الرياضي وضعف الادارة الرياضية ! وهذا الواقع دعانا الى ان نكتب ونتحدث وان نشارك في ندوات وحوارات وفي كل هذه النشاطات نركز فيها على هذا الحال . الامر الذي يتطلب من قادة الرياضة ومسؤوليها العمل على تجاوز هذا التقصير فالقوانين قريبة وممكنة وبعضها تحت اليد ولكنها بحاجة الى تعديل وتقويم وان من يقاوم اصدارها او تشريعها هم اصحاب المصالح وعشاق الفوضى وناقصي العقول . اما في الجانب الاداري وتنمية القيادات الرياضية التي ستقود المؤسسات الرياضية ( الاندية والاتحادات والاولمبية ) لان الرياضة لم تعد دوائر او مؤسسات بسيطة يقودها كل من هب ودب فالواقع الرياضي الجديد يتطلب قيادات تحمل من المستوى العلمي والاكاديمي والخبروي والكفاءة الرياضية والشخصية الناضجة الشيء الكثير ! فالبعض لا يقبل تواجد كوادر ادارية رياضية لا تحمل تحصيلا او شهادة علمية تؤهلها لقيادة مؤسسات اليوم والبعض الاخر يدعو الى إلغاء الشهادات الدراسية واعتماد النجومية والبطولة اساسا في قيادة الرياضة ومؤسساتها . ولكل مجموعة مبرراتها واسبابها وبسبب هذا الانقسام ضاعت الرياضة ومؤسساتها وغابت القوانين الرياضية . احبتي في المؤسسة الرسمية انتم مدعوون الى ان تعالجوا هذا الموضوع بحكمة وعقل ناضج وهنا اقترح عليكم مقترحا عمليا لضمان تواجد النجوم والابطال في المؤسسات الرياضية كقادة واعضاء لديهم الكفاءة والمستوى العلمي المقبول خدمة للرياضة وابنائها وتجاوزا على الواقع المر والقاسي . المطلوب هو العمل على افتتاح معهد لاعداد القيادات الرياضية يقبل فيه نجوم الرياضة وابطالها والعاملين الكفوئين فيها من غير الحاصلين على شهادات دراسية موازية للإعدادية تكون الدراسة فيه لمدة سنة دراسية وبمبلغ محدد وايام ومحاضرات اسبوعية يلقيها اساتذة متخصصون في الادارة الرياضية وادارة المنشآت الرياضية والاندية الرياضية والانظمة الادارية والمحاسبية في المؤسسات الرياضية ويمنح هذا المعهد شهادة تعادل الدراسة الاعدادية لأغراض الانتخابات الرياضية فقط. واظن ان معهدا كهذا سيساهم في تطوير كفاءة وقدرة نجومنا ومبدعينا والدفع بهم الى البروز في قيادة المؤسسات الرياضية . وعندها سنحافظ على نجومنا ونستفيد منهم في ادارة العمل الرياضي وننهي بذلك مشاكل كثيرة يعاني منها احبتنا ابناء الرياضة وابطالها . علما ان معهدا كهذا كان موجودا في بلدنا وقد تخرج منه العشرات من نجوم الرياضة وابطالها واظنه موجودا في بعض بلدان الجوار والكثير من بلدان العالم لإعداد وتدريب قادة مؤسساتها الرياضية والعمل فيها وبهذا العمل سنؤسس لمرحلة جديدة تحترم الابطال والنجوم وتستفيد من العلم والعلماء وبالتالي نقطع الطريق على سياسة الاستثناءات التي ستبعد رياضتنا عن الاجتهاد (والفلسفة)..