اعمدة طريق الشعب

خيبة جديدة! / طه رشيد

بصراحة اقول لكم: الشعب ملّ من إقامة مجالس الفاتحة، ومن الصراخ والعويل ولملمة أشلاء ضحاياه بين حزام ناسف ومفخخة! ملّ من وعودكم الكاذبة باستقرار الأمن وتحقيق الرفاه له!
لو حدث ما حدث بالأمس في ساحة الطيران ببلاد أخرى، تحترم مواطنيها وتحترم نفسها، لانقلبت الدنيا رأسا على عقب، ولسقطت وزارات وحكومات، أو لنكست الدولة أعلامها حزنا على ابنائها، وهو أضعف الإجراءات!
البيانات الشاجبة لا تغني ولا تسمن! والتهديد والوعيد لا يقدم ولا يؤخر ما دمتم تعتمدون على طوائفكم في توزيع المناصب والمسؤوليات. وما دام الحال هكذا فلن تجدوا رجلا مناسبا في مكان مناسب. ولا تتصورا ان العدو قوي، بل نحن ضعفاء!
او بالاحرى انتم ضعفاء لانكم ما زلتم تدورون في فلك الطائفة والعشيرة والقرية! فأنتم ومنذ تسلمكم دفة الحكم بعد سقوط النظام الدكتاتوري لم تجعلوا من العراق مشروعا وطنيا لا في مناهجكم ولا في مشاريعكم، لا نظريا، ولا في التطبيق. ولكنكم، والحق يقال، تتباكون على وحدته في كل خطاباتكم، دون أن تتخذوا خطوة ملموسة واحدة بهذا الصدد، رغم وجودكم في اهم مفاصل السلطات الثلاث ، التشريعية والتنفيذية والقضائية!
طالبكم الشارع العراقي، وما زال يطالب، بالإصلاح الحقيقي وتفعيل سؤال" من أين لك هذا؟" وبإحالة كل الفاسدين إلى القضاء بغض النظر عن إنتماء الفاسد!
لم تبذلوا جهودا ملموسة لإقرار قانون انتخابي عادل!
ورغم تباكيكم على العراق الواحد الموحد، إلا انكم لا تقبلون اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة، بحيث يستطيع ابن السماوة ان ينتخب مرشحا من زاخو وابن الرمادي مرشحا من كركوك وابن البصرة مرشحا مصلاويا والعكس جائز وصحيح. وفي الاخير قطعتم أوصال الوطن على مذبح الطائفة والمحاصصة!
انتظرنا أربع سنوات نصبّر أنفسنا بمواجهة العدو ودحره، وفعلا تحقق النصر العسكري الكبير، وقلنا سنقطف ثمر الانتصارات بالانتخابات الجديدة، وإذا بكم توقظوننا على وقع نفس الاسطوانة القديمة: تحالفات طائفية جديدة لا تشكل للناخب العراقي سوى خيبة جديدة!