ادب وفن

قيل في محمد سعيد الصكار

مبدع لامع في ثقافتنا العراقية منحها ومنحنا موهبته وفيض عطائه المتنوع وجميل ثمار روحه المكتشفة المبتكرة.
الصكار الفنان الساطع الشامل كما يصفه مبدع آخر هو د. عبد الاله الصائغ. فهو الصكار شاعر مبدع وقاص ممتع اخواني لامع وفنان تشكيلي وخطاط حداثوي ومبتكر ومناضل.

مفيد الجزائري.. رئيس تحرير صحيفة "طريق الشعب"

للأسف أننا نفقد أعزتنا يوماً بعد آخر من دون ان تتخذ الكثير من المواقف الجادة ازاء حياتهم وظروفهم الاجتماعية والسياسية والأمنية. وهذا سيجعلنا نفقد كل يوم جديد مبدعا آخر. قبل ذلك فؤاد سالم الذي انشد للوطن كثيرا, وبعده محمد غني حكمت, واليوم يغادرنا محمد سعيد الصكار مع معاناة طويلة مع الأمراض ويناهز عمره الثمانين عاما .

الدكتور جواد الزيدي

الصكار شخصية متنوعة مدهشة. كان والده صباغا ولم يتخذه لقبا له. بل اخذ الصكار المتأتية من تربية الصقور.
له أخ غير شقيق اسمه محمد إبراهيم الصالحي. يقيم في باريس التقي آخر مرة في دمشق وكان لقاءً حميميا. حدثني عن مسألة مهمة هي بوابة مكة حيث كلف من الجهات السعودية بتخطيط بوابة مكة. "وكانت يدي  يقول الصكار  شبه مشلولة لكني قبلت العرض على مضض. فأمسكت بالقلم والورقة وأصابعي شبه مشلولة لكنها بدأت تتحرك وأنجزت التصميم. وهي انطلاقة جديدة في حياتي الفنية".
وأضاف السمعان :ـ كان الصكار محاربا على جبهات عدة. وقد خطط ذات مرة تصميماً بأشكال عجيبة وغريبة لمانشيت إحدى الصحف الرسمية للنظام السابق، بحيث نال إعجاب الجميع لأنه يجيد الخط وكتابة الحرف العربي ويبتكر تصميمات جديدة فيه. وقد خطط لي غلاف ديواني "طوفان". كما اشتهر الصكار بوفائه الشديد للأصدقاء. فكتب عن ذلك الاخوانيات وكان يغور في الصداقات والسياسة والشعر. كان يعمل في تخطيط وتصميم الميداليات الرياضية رغم عدم حبه للرياضة. وتضامن مع مناقشة القضايا الشعرية التي برزت في البيان الشعري عام 1969, الذي كتبه فاضل العزاوي وفوزي كريم وسامي مهدي . والى جانب كل ذلك هو مجلد كتب على مستوى رفيع . ويمتاز بجمالية تعابيره الشعرية .لقد خسرنا قامة كبيرة في الادب والفن والخط بوفاة الصكار.

الشاعر الفريد سمعان

بقي الصكار "ابو ريا" يقاوم اليأس ويتحامل على عكازة أحلامه لعله يفرغ بعضا من شحنات حنينه إلى ما تبعثر وتشكل من جديد على صورة غزاته المتلفعين بعباءة الإيمان الموبوء بالكراهية للإنسان وتشوفاته للحقيقة والجمال.

فخري كريم.. رئيس تحرير صحيفة المدى

للصكار محطات كثيرة.. المحطة الأولى هي البصرة حين عمل فيها الصكار كمحاسب في معمل طحين. وكان يقضي معظم أوقاته على الشط مع الأصدقاء. وأذكر انه أقام المعرض الباريسي عن البصرة فرسم لوحة كبيرة وضع فيها جميع أسماء الأصدقاء من طالب غالي وشوقية وحميد البصري وعباس الجميلي وجبار العطية وتوفيق البصري وشقيقه قصي.
المحطة الثانية في الكويت حيث كنت أقيم ويأتي الصكار من فرنسا ونلتقي ونقيم الاماسي والمعارض, التي كان الكويتيون يشترون كل لوحاته حباً بفنه الجميل. واتفقنا على مشروع مصنع أربطة يقوم الصكار بالخط عليها لكن المشروع توقف بعد غزو الكويت.
ومحطة باريس حيث منحت فرنسا الصكار الاقامة لخمسة أعوام في حين أنها تمنحها لعام واحد للجميع لكن مع الصكار فالأمر يختلف تماماً.
ثم محطة لندن التي كان يقترب فيها من العراقيين على حساب الأثرياء من العرب والفرنسيين والأوربيين الذين كانوا يتمنون الجلوس معه. لأنه كان يحب العراق والعراقيين جداً.
ومحطة هولندا عندما احتفت به 11 منظمة عراقية ودولية لمناسبة بلوغه السبعين من العمر وظل الاحتفال لمدة ثلاثة أيام.

الدكتور عباس الجميلي

كلما يأتي ذكر الصكار اتذكر بيته الشعري القائل
ورق الخط ممتليء برذاذ الحروف والحبر مكتنز بالنوايا ومعتصم السكوت
لقد بدأ الصكار شغفه في الخط من ( رانية ) الكلمة المخطوطة على باب صدئ وملوث بالغبار . بهرته وهو لايزال طفلا في الصف الثاني الابتدائي عام 1946 لم يقع في غرام الاسم ، لكنه وقع في غرام صورة تلك الكلمة التي رسمت بخط الرقعة .

المصمم فلاح الخطاط

الصكار شكل حياة حافلة ممتلئة ومضطربة عاشها في العراق والغربة وشكل التزامه الإنساني والوطني الثابت بقضية الكادحين والمحرومين والوفاء لهم ابرز ملامح مسيرته اللامعة وساهمت كتاباته في اذكاء الروح النضالية والتحدي لعهود الاستبداد.

الناقد علاء المفرجي

هذا الرجل استثنائي استطاع أن ينقل لنا الثقافة العراقية والعربية من خلال خطوطه وأشعاره وكتبه التي تجاوزت 14 كتاباً، وهي تزين مكتبة المعهد وورشات العمل التي أراد بها أن ينقل هذه المهنة إلى جيل الشباب.

جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي

الصكار أعاد الروح لكتبنا التي اختفت، زينها بخطوطه وأضاف إليها جمالاً آخر ساعدنا على نشر دواويننا وتعرفنا من خلاله إلى ثقافات وكتب كادت تندثر، ونقل إلينا أشعار السياب، وخط لنا أشعار محمود درويش وسميح القاسم، وجميل جداً أن يحتفى به اليوم رغم آلامه ومرضه.

الشاعر اللبناني صلاح ستيستيه