ادب وفن

عرض وآراء انطولوجيات الشعر العراقي الحديث / متابعة فارس الشمري

تصوير حسين علي
في معرض حديثه عن الأنطولوجيات الشعرية العراقية كمحاولة لجمع مختارات من الشعر المعاصر كونها تعتمد على الجهة أو الشخص الذي تكفل بإصدارها واعتماد المعايير التي يراها من وجهة نظره... وهنا يأتي جزء من الالتماس والانتقادات التي تأتي... فالانطولوجيات لم تسلم من أي انتقاد هكذا يرى مقدم الجلسة الثقافية الدكتور عبد الستار جبر الذي قدم لجمهور قاعة التكرلي الثقافية صباح الخميس الفائت ثلاثة نماذج من إصدارات الأنطولوجيات الشعرية التي تهتم بالشعراء والشاعرات والتي توافق إصدارها مع فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية... ا?كتب هي / القيثارة والقربان / وانطولوجيا الشعر العراقي المعاصر / عيون إينانا.فعاليات الجلسة ثمرة تعاون بين بيت الشعر وجمعية الثقافة للجميع وبحضور جميل من الأدباء والمثقفين والإعلاميين.
استعرض الأديب حميد الربيعي نيابة ما جاء بورقة المترجم سهيل نجم وملاحظاته ورؤيته لهذا الجهد بكتاب / القيثارة والقربان / وحرصه لتقديم ما أنجزه الشعر العراقي من تجارب أكثر حداثة ما بعد السبعينيات حتى الآن... والعمل منذ العام 2000 بجمع الدواوين الشعرية ومواجهاً عقبات منها وجود نصوصاً كثيرة جداً لا تصلح للترجمة للمبالغة التي تكتنف القصيدة في هذه الفترة من المجانية في اختلاف الصور التي تجاوزت السريانية المعروضة عالمياً إلى التجريد اللساني الخالي من الدلالات معتمدة على الرصف و اللفظي لعلاقات غير مألوفة... وثمة ت?ارب سطحية اعتمدت اللغة المباشرة ما يجعل النص لا يحمل عمقاً في التجربة الإنسانية فلا يستحق أن يترجم.
عليه وضعت لنفسي معياراً يعتمد قوة النص الفنية وعمقه الدلالي والفرادة الأسلوبية للشاعر في نحت الصور البلاغية وخلق الأجواء الشعرية للقارئ الغربي...
ويشير نجم إلى تعاونه مع المترجم صادق رحمة محمد الكعبي لغرض إصدار انثولوجيا للشعر العراقي الجديد وحينها صدرت في ملف مجلة أتلانتا ثم كتاب بعنوان (العراق إزهار اللهب) ثم قدمنا انثولوجيا أوسع صدرت عن دار المأمون (الترجمة المعاكسة) كما نشرت (أغاني عشتار) بالعام 2010 مع دار نشر بلين فيو الأمريكية في مدينة أوستن واستمرت لسنوات إصدار انثولوجيا باللغة العربية بعد أن تبنى بيت الشعر العراقي إصدار الكتاب (القيثارة والقربان) وتبرع بمقدمته الشاعر شوقي عبد الأمير وجاء الإصدار ب 500 صفحة وتم طبعه في دار ضفاف أنها تؤرخ لمر?لة مهمة من الشعر العراقي وتقديم إضاءات نقدية عن الروح الإبداعية فيه.
وعن كتاب الأنطولوجيات الشعرية العراقية قال الشاعر محمد جابر انه ضم شعر الثمانينيات... لكن لدينا أزمة نقد في العراق فكلما تضع معايير أكبر يقل عدد الشعراء...حاولنا تغطية المشهد لشعراء باللغات الكردية والتركمانية... واشتغلت جمعية الثقافة للجميع بهمة من خلال لجنة نقدية تألف من ستة نقاد، تولوا الإشراف والمراجعة والإحاطة بالشعر العراقي،كما شمل دراسة تاريخية شاملة، قام بها الناقد بشير حاجم... عن الأجيال الشعرية
وأضاف لئن نعرف بالمشهد الشعري رغم أن كتابنا ضم 115 شاعراً وشاعرة مقارنة لما صدر من انطولوجيات في سوريا ولذا قررت وزارة الثقافة عقد سلسلة أخرى بأجزاء فيها أكثر عدداً من النقاد العراقيين... ونرجو ألا نغفل شعراءنا رغم كل الإساءات...
وتحدثت الأدبية آمال إبراهيم عن (عيون إينانا) المكرس لشاعرات عراقيات وعرضت بداية صور شعرية على شاشة داتا شوب مقاطع لواقع المرأة العراقية ومعاناتها وحياتها وعلقت عليه... أنها محاولة لفصل الجندر والمشاكل التي أمامها والكتاب ضمن سلسلة المتبني وصدر بالتعاون مع صديق ألماني وأستمر إعداده سنوات بقضايا الطباعة والتوزيع والنشر والإخراج الفني...وهي محاولة للتوجه للخارج وليس داخل العراق فقط... وتضيف إبراهيم مع الخطأ تعلمنا ونشكر النقاد والنقد اللاذع فهو الذي صنع كتابنا... وعرضناه في مؤتمر العنف على المرأة في أربيل لأ?نا أردنا مطبوعات تبقى مع زوال الحدث...
فكتابة الشعر هو من عمق الإنسان ولا يستحق الألفاظ المستهلكة إعلامياً تريد نشر ثقافة الإحساس بقيمة المساواة وتقدير الإنسان العميق لان الشعر والقصة هما الأصل...
أقول كلما زادت المعايير قلت الأصوات..لذا نقل المعايير والأصوات تزيد.. الانطولوجيا لا يجب أن يعامل كقطعة نقدية... علينا التركيز على الهدف وهذا ما جاء ب (إينانا) وبصراحة عندنا الحيف عندما يقع على الرجل والمرأة هو حيف على الجميع...
اعتمدنا واقعية الحدث والتشبث بالخيال في الكتابة النسوية من خلال إيجاد وسيلة جادة فالمرأة هي نتاج عقود كثيرة... وما شاهدتموه من صور هو حقوق مضيعة مغبونة ويجب الحصول على الحقوق...
في محور المداخلات تحدثت الشاعرة غرام الربيعي معلقة بأن المرأة المثقفة لا تمثل المرأة بل جزء ضئيل... وما شاهدته يمثل المرأة والهم الجمعي وليس هم للمثقفة...
النصوص تلامس الجمع الحقيقي للوجع..
أقول هناك شاعرة رفضت إدراج أسمها مع شاعرات في الكتاب فتصوروا... وعلق الشاعر فائز حداد بأن الأنطولوجيات تعكس أهمية شعرية ونقدية وتأسيس لأرشفة وجدولاً نوعياً للشعراء... وللأسف لم أطلع على انطولوجيا عراقية في مكتبة إتحاد الأدباء العرب... بل هناك إصدارات شخصية لشعراء والواقع نحن نحتاج لتاريخ الشعر العراقي كانتماء للعراق وليس للسياسة...
وبعد الشعر الحديث خطير وليس تجمعاً لكل من هب ودب فأدعو أن تكون الأنطولوجيات خاصة لمزيد من الدراسات والتمحيص... ويرى الدكتور رافد الخزاعي لمصطلح الانطولوجيا أنه غريب ونحن بحاجة لتعريبه...
وتاريخنا العريق خير شاهد على المعلقات القديمة...