ادب وفن

محاضرة في غوتنبرغ عن دور الشيوعيين في تطوير المسرح العراقي / زينب مثالاَ

 

 

 

كتابة / اديسون هيدو

الخميس السابع والعشرين من شهر مارس / اذار الجاري 2014 وبمناسبة يوم المسرح العالمي واحتفالات الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي اقيمت على قاعة البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية محاضرة سياسية فنية قيمة القاها الاستاذ المخرج المسرحي لطيف صالح والسيدة مي ابراهيم كان عنوانها ( دور الشيوعيين في تطوير المسرح العراقي / زينب مثالاَ ) حضرها جمهور من المهتمين بالفن والمسرح العراقي , استذكر فيها المحاضران محطات مشرقة من المسيرة الفنية لفنانة الشعب العراقي ودورها الكبير في المجالين الفني والوطني كممثلة مسرحية قديرة وكمناضلة شيوعية ملتزمة بفنها وفكرها التقدمي , لاتزال ذكراها لامعة ومضيئة في ذاكرة الشعب والناس والأحبة لانها تبنت قضاياهم ودافعت عنهم ومثلت معاناتهم.
في بداية المحاضرة وبصوته الذي أرهقته سنوات الغربة ، رحب الأستاذ لطيف صالح زوج الفنانة زينب بالحضور مستذكراَ المعاني التي يتركها الاحتفال بيوم المسرح العالمي وذكرى رحيل الفنانة زينب قبل ستة عشر عاماَ , وبدايات عملها الفني الذي بدأ في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي عندما مثلت في فيلم سعيد افندي , ومن ثم في مسرحية ( اني امك ياشاكر ) للفنان يوسف العاني والتي من خلالهما عرفها الجمهور العراقي ونالت الشهرة الكبيرة , وكيف ارتبط اسمها كفنانة بتاريخ الحركة الوطنية العراقية , وعن كيفية اعتقالها مرات عدة بسبب مواقفها الوطنية , وخروج الجماهير في تظاهرات للدفاع عن حقوقها ضد النظام الملكي بعد كل عرض كانت تقدمه لمسرحية ( أني امك ياشاكر ) التي كان يحضرها كبار قادة الحزب الشيوعي العراقي انذاك كسلام عادل ومحمد حسين ابو العيس وغيرهم .

بعد حديث الاستاذ صالح تم عرض مقاطع من مسرحية صور شعبية من تمثيل الفنانة زينب , قام بمونتاج الفلم وعرضه مشكوراَ الزميل ابو شيركو , استمتع به الحاضرين , لتتحدث من بعده السيدة مي ابراهيم التي لازمت الفقيدة زينب في سنوات عدة من حياتها وبدأت كلامها بتساؤلات قائلة ...

من منا لم يتاثر بالمسرح ؟
من منا لم يعشق الوطن او يحب ويغني ( ياعشكنه ) ؟
من منا لا يعرف لوعة امهات الشهداء والمعتقلين ولم يفتخر بصرخة ام عراقية وهي تقول ( انه امك ياشاكر ) ؟
من منا لم تمشي به قدميه بين الاشجار في الطبيعة وتمنى ان يركب بهدوء (قارب في غابة)؟
وهو يفكر ببيته وبتلك الفسحة المتركة قربه والتي تسمى ب ( الخرابة ) ؟
من منا لم يبكي ( الموت والعذراء ) ؟
وهو يفق عند باب يعتقد انه ( حيث الجنة تفتحُ ابوابها ) ؟
ومن منا لم يُناجي نفسسهُ وهو يقول ( انا ضمير المتكلم ) ؟
ومن منا لم يتمنى قدوم الصيف ليرى ( تموز يقرع الناقوس ) ؟

لتقرأ مقتطفات من حياة الفنانة الكبيرة وكيف رافقت نشاطاتها الفنية , ومحبة الناس لها وموقعها الاجتماعي الكبير بين ابناء الشعب ومن ثم بين ابناء الجاليات العراقية في دول المنافي التي عاشت فيها , وعن اعتزازهم الكبير بالدور الذي قامت به في المجالين الفني والوطني كقامة فنية كبيرة ومناضلة صلبة ضد الدكتاتورية ارتبط اسمها بهموم الشعب وكرست فنها في خدمة هذا الشعب فكانت بحق فنانة الشعب.
والفنانة زينب من عمالقة الفن المسرحي والسينمائي العراقي , ولدت عام 1934 , مناضلة مثقفة وشخصية وطنية فذة ، مؤمنة برسالة الفنان الملتزم بقضايا شعبه ووطنه وقضايا الإنسانية جمعاء , أوقفت حياتها منذ صباها وحتى رحيلها في الثالث عشر من آب عام 1998 لخدمة قضية الوطن ومن أجل الديمقراطية والحياة الكريمة للشعب, فتألقت في أداء أدوارها على المسرح وفي الحياة وأبدعت بشكل مؤثر وفعال, حيث التحقت بفرقة مسرح الفن الحديث وقدمت أعمالا رصينة، وفي السينما كان لها دور ريادي منذ خمسينيات القرن الماضي أذ شاركت بعدة ادوار مهمة في افلام (سعيد افندي) من اخراج كاميران حسني و (ابو هيلة) و (الحارس) الذي اخرجه الفنان الكبير خليل شوقي والذي نال جائزة مهرجان قرطاج الذهبية, وكتبت العديد من الأعمال الدرامية للاذاعة والتلفزيون منها ( ليطة ) و ( الريح والحب ) و ( تحقيق مع ام حميد ) و ( بائعة الأحذية ) وغيرها.

اضطرت الفقيدة زينب الى مغادرة العراق إثر الحملة الفاشية التي شنها البعثيون ضد الوطنيين المناهضين للحكم الدكتاتوري الفاشي، فقضت فترات طويلة من حياتها في المنافي كاليمن وسوريا ليستقر بها المطاف في السويد وتحديدا في مدينة كوَتنبيرغ حتى رحيلها, حيث ساهمت في تشكيل فرق فنية في هذه البلدان منها فرقة الصداقة في عدن وفرقة بابل في سوريا وفرقة سومر في السويد مع شريك حياتها المخرج لطيف صالح وقدمت أعمالا رصينة مع الكثير من مبدعي العراق في المهجر منه ( الحصار ) و ( ثورة الموتى ) و(القسمة والحلم ) و ( المملكة السوداء ) و ( رأس المملوك جابر ) و ( الأم ) و ( سالفة أم مطشر ) وغيرها الكثير الكثير من الأعمال الدرامية الرائعة.

رحلت الفنانة الكبيرة زينب ( واسمها الحقيقي فخرية عبد الكريم ) في الثالث عشر من شهر اب 1998 بعد معاناة طويلة بمرض عضال الم بها بعيدة عن وطنها العراق في مدينة كَوتنبيرغ السويدية وشيعت الى مثواها الأخير من قبل زوجها وأصدقائها والكثير من أبناء