ادب وفن

إنه الفنان طارق الشبلي : ملحن من نوع خاص

قاسم حنون قال: سيد وسيم يخطو نحو الأربعين وقد غمرته مسحة من الحبور والبهجة, كان صوته وألحانه العذبة قد نفذت الى عقول الشباب وأفئدتهم فراحوا يرددون أغانيه بلذة وحماس, حتى إذا التأم الحفل خارج المدينة طفق يترنم بأغان عاطفية وسياسية "مكبعة, عمي يابوجاكوج, تشيلي, يابوعلي.." فاشتعل المشهد سرورا ونشوة... حالة من الإنغمار في طقس روحي يبهج النفس ويطلق كوامنها لتحلق في فضاءات غدٍ ما برحنا نتطلع إليه.. كأن البلاد التي اخترمها العسف والكراهية واستوطنتها القسوة والإستبداد على مرمى حجر من الهدف الأسمى أو كأن العالم بأسره يلامس غاياتنا الكبرى إذ هو قيد الإنتقال الى مملكة الحرية...
كان لا يتردد من المشاركة في فعاليات فنية لقطاعات مختلفة على نطاق واسع لمناسبة العيد الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي في أواسط السبعينات ..وما كان حضوره في الوسط الفني على أنه منشد جماعة خاصة هي الشيوعيون بل كان فنانا له تجاربه وطريقته وفرادته التي تجلت في أعمال غنائية محلية لها سماتها وحضورها في اللحنية العراقية ..وتمر العقود ثقيلة ليخرج علينا طارق الشبلي بعد سقوط الدكتاتورية وهو أكثر زهوا واحتفاء بالمتغيرات وإضافة إلى نشاطه الفني وإحيائه مناسبات عديدة فلا ينبغي إنكار إسهاماته في إعادة بناء التنظيم في الفترة التي أعقبت التغيير, وتعددت مشاركاته ولم يتوان عن فعل المزيد الذي يعزز عطاءه الفني استنادا الى خبرته وتمكنه وحساسيته المرهفة وتوفره على التراث الغنائي المحلي ..يمكن القول أن الفنان ظل شاهدا لعقود مضت على تبدل الأحوال سياسيا وثقافيا فيما ظل خياره واضحا ,كما كان شاهدا على ما جرى للإبداع الفني والفنانين خلال حقبة الدكتاتورية من إساءة بالغة للقيم الجمالية والوطنية حتى الزمان الذي وصم فيه الفن والفنان بالكفر والضلال والطرد من ملكوت الله ,حتى أنه مرض لأشهر عدة وتوفي بعيدا عن اهتمام الحكومة ورعايتها, كان شاهدا على احترام اليسار للإ بداع والمبدعين وتبجيله لهم بوصفهم حاملي ذاكرة الشعب ورؤاه وآماله وإرثه الحضاري محبتنا الصادقة أيها الفنان الجميل ".