ادب وفن

الطاغية/ جواد وادي

فزع يحوم
على ضفاف الروح ،
دوي يعصف
باخضرار الصباح
حين تمتد الاذرع
باتجاه الضياء الهارب
لكن اصابع الوقت
تومئ لي بالانتظار
أي قلب هذا الذي
جفلته قسوة المساحيق
وابيضاض الجسد الفاتن ؟
أي روح تلك التي
تخرج من مكمنها العذب
لتحط على جدث
اتربته صراخات الموتى ؟
هو الرأس محرقة
وإفتراس لهدئة الوقت .
لكنما الارتياب يهد ذائقة الحلكة .
من ذا الذي يمشي الهوينى
فوق عشب المسير ؟
من يتشهى ارداف امراة
عالجها القصف فبان الجسد
البض شهيا ؟
من يقبلني جسدا للرأس المنحور؟
من يطهو وجع الالام بدمي؟
من يفك طلاسم حيرتي؟
من يتدلى من بدني الراعف قهرا؟
عسفا ابديا لتلاوين التدليس اليومي لحياتي؟
من يوقظ في نقر الوقت فحولته؟
كم عنيفا هذا الجسد
إذ يقاوم اشتعالات "الحسوم"
واحتراقات الفواصل القريبة
من فوهات الخسارات الهادرة
كم من العشق يكفي
لفك طلاسم الطلقة الواجفة ؟
هذه الارتال ، افواهها
شديدة الرمض
على هدأة الروح الكسيرة
تبصري لهذه المواجهة
ايتها البطحاء الفاتنة
ها هو النخل تمترس
خلف احلامك الوارفة
والقلب تملأه الاسارير
لكنما الخوف.. كل الخوف
من هذه الارجل الماردة
الضاربة في لونها الكحلي
والاقدام تلعق
تراب الحروب الخسيسة
تدور حول محرقة الذات
الكارهة لطقس البداهة
دافعة بعجلات الطمي
لدربكة الجند الرعناء
انه الموت يقودنا
الى مخالب الموت
تلك التي تنغرس
مدماة في فمي
لتلعق لعابي الشهي
كيف لي ان افتح
كوة لهذا المساء
الفائق الحزن
ومجساتي تربك الافتراضات
لهذا الحريق.. لسعة :
مرة تحط على شفاهي
وحينا تنزلق زئبقية
النوايا الخادعة ......
لذيذا يلامس جسدي
هذا اللعين الهواء
لافحا سمت رأسي
وحده الليل يراودني
بحلكته في سريري
يجرجرني لبعض فساتين العذارى
الحافلة بالملذات
هي الرغبات تجيش دمي
تفجرفي البكاءعلى النهر
والحانة والاصدقاء
انا الرافل بالحزن والهم والكبرياء
في اخرالليل انقر الهواء
ليفتح لي منافذ طيعة
للعائدين من الجدث السحيق
الخوف ياكلهم والهلاك يدركهم
وهم يتربصون برهبة الوقت
وطفح الذكرى ،
تشتعل اجسادهم بحمى ذكورتهم :
رجل يصوغ حلله بيديه
واخر يفكك نسيج الحياة
الى خرائب
كل يتشهى موسمه لحروب الفتنة
وانا القابع في باكورة الوقت
امد يدي منكسرا صوب بلادي
اتوسد متراسي وجماجم اترابي
اعد في وهن معابر حشرجات الموتى
لكني افرش للقادمين من رحم الموت
ما تبقى من رفيف العيون
مثلما النوارس
تحط فوق ماء الفرات
لا يرحل الاشتعال
عنها بعيدا
بوصلتي دربكة الجند
وهدير العربات.
فاردا للتوجس
اجنحة ارعبتها المهالك
اتعبها ضجيج التودد
والغنج الطفولي
مثلما أمي حين كانت
تدس أصابعها
تحت آليتي
لتعرف ان كنت
قد بللتني مخاوف فحيح
العجول الشاردة
وهول الصدمات الوافدة
من بين هذا القصب اليافع
مثلما نوارس نهر الفرات
تطير بعيدا رفرفات أجنحتي
رجيفها الوهيج
اركب عسف الطوفان
صوب بغداد الجريحة
لكنما يرعبني
بمواجهة الجدار المثقوب
رجل : هكذا يقال
يقف نافشا ريشه
وبرأس عصفور
يقود بحركات يديه
مسيرة وطن
وحشرجات أمة
ابصق على صورته المقيتة
أنفث دخاني المحتقن
صوب إعوجاج
فمه المعطوب
لكنه يتلقف حقدي
بهيئة غراب أسود
ينعق خلف
وشوشات العصافير
الهاربة صوب المنافي
البعيدة ......
مرة يطلق صراخا ناريا
ومرة ضحكات بلهاء
تهتز أوداجه مثلما
الإسفنج الإجرب
أزحزح حجر الصوان
حول قدميه
وكلما وطئت عتبة للخلاص
رفسني بحذائه العسكري
الأفطح .......
ايها الغراب الكسبح
أما آن لك ان تلعق
خساراتك الكبرى
وتدع من في شاكلتي
الى أفق الغيب
وامتداد الضفاف البعيدة ؟؟
اما آن لك ان تلوذ
بهزائمك الرابضة
تحت جلدك
وتكتب بتطاول
كما انت دائما
وعلى ورق شفيف
في خيمتك الداعرة
جساراتك الفجة ؟؟
ايها الكالح الوجه
ضع على كتفيك
بروازا من الهذرالكاذب
وعلق على بزتك العسكرية
شارات الهزيمة
وانتصارات المهالك الخادعة
فها هي الخفافيش تحط
على فلول هزائمك
الصادحة في دبيب
انكساراتك........
ولتصنع من انين الموتى
انتصاراتك تلك الماكثة
في رأسك الملئ بالطنين
وحسـب ......
.............................

كتبت هذه القصيدة لحظة سقوط الصنم