ادب وفن

مسرحيتان في الكوت / عيسى مسلم جاسم

برعاية مجلس محافظة واسط، قدمت نقابة الفنانين\ فرع واسط مسرحية كرسي وكراسي على قاعة الإدارة المحلية في الكوت العرض الأول للمسرحية، يوم الخميس الماضي، وللأيام التالية.

المسرحية من تأليف جلال الشاطي، سيناريو وإخراج باسم الحركاني، كلمات الأغاني سعد البكري، وألحانها مهدي جيجان، تمثيل: علي ياسين، ابتسام الشمري، سادن عبد الجبار، علي الكناني، خالد مولود،نجاة الوائلي،علي العمار، زينب الركابي، جلال الشاطي، مرتضى الكناني، أضف لذلك الفنانين سجاد الشمري، محمد الخالدي، فاضل الرصافي، علي عبد ،عباس صبري، يوسف العربي، محمد جبار بجاي، عيسى نجم، مجموعة اللوحات التعبيرية، وبذلك تكون عائلة المسرحية قد تألفت من ثلاثة وثلاثين فنانا وفق المهام المشار اليها أعلاه.
الجدير ذكره ان جميع الفنانين من الشباب، ومن ضمنهم ثلاث شابات ممثلات.
المسرحية شعبية كوميدية ساخرة ترجمت واقع الحال في البلاد، وتألفت من مشهدين ظهر ذلك جليا من خلال خلفية المسرح والذي استبدل لمرة واحدة على عجل وبشكل أسطوري سحري،أضف لذلك تقنيات عالية في جميع مفاصل المسرحية؛ التأليف الفكري الهادف واللغة الجماهيرية الشعبية المحكية والمضمون الكوميدي الهادفة أحيانا الكوميدية السوداء. "شر البلية ما يضحك"، السيناريو والإخراج قد أضفى بصمات ذهبية ولغة شعبية مهذبة كوميدية بدون إسفاف أو سوقية.
ومنذ الدقائق الأولى كان بودي أن أشخص أجود ممثل فكان "الزعيم" علي ياسين، والممثلة الشابة ابتسام الشمري بدور "لميعة السحارة" لكني ومع استمرار العرض وجدت ان حصة التميز هي وسام على صدورهم جميعا فقد أبدعوا أيما أبداع.
ومن خلال الطابع الشعبي الكوميدي تم فضح كم من الممارسات المرفوضة السحر والشعوذة، ومن هذه الميثولوجية الاجتماعية نرى توظيفها لغرس وأبطال المشاعر الإنسانية، كذلك الفساد الإداري والمالي في فرص العمل والتعينيات بالمحسوبية والرشوة، مضافا إليه التظاهرات المطلبية المهنية الخاصة. والسياسية العامة بخصوص الشعب والوطن عموما كذلك رفض المحاصصة وضرورة رعاية المبدعين واطلاق حرية الرأي والحضور الفاعل للمرأة.
تخلل العرض أغان هي ترجمة للسان الشعب، كحال السجين السياسي "الاستاذ جميل" الذي اداه وراء القضبان الفنان خالد مولود، تضمنت المعلومة الثورية "كل الناس لديهم وطن ونحن وطننا في قلوبنا".
الحالة التي تستحق الوقفة، الحضور الهائل للجمهور جلوسا ووقوفا رغم سعة القاعة والاهم الحضور النسوي بنسبة 35 بالمئة من الحاضرين في مدينة جنوبية هي لقمة سائغة للافكار الظلامية وبعض الفتاوي التي تحرم كل قيمة جمالية. كان مهرجانا التحم فيه الجمهور مع المسرح وحصلت نقاشات بعد العرض.
ومن وراء الكواليس وصلاح مهدي جيجان| موسيقى تصويرية، كرار اليونجمي هندسة صوت صفاء القريشي\ تصميم وتنفيذ أنارة، فلاح كاظم\ تصميم وتنفيذ ديكور عباس لطيف \ تصوير تلفزيوني علي الزاملي\ تصوير فوتوغرافي، جواد البعاد تصميم فولدور\ عماد البدري تسجيل صوتي\ سجاد العقابي واحمد الكاظمي.
إستغرق العرض ساعتين.

ومسرحية "المعلم"

في الأسبوع الأخير من آذار الربيع، قدمت نقابة الفنانين العراقيين- واسط، وبالتعاون مع نقابة المعلمين، مسرحية المعلم، من تأليف منيرالعمار، حسين النجار، مساعد المخرج، باسم الحركاني، وتحت عنوان: "المعلم شمعة تنير الدروب": الأسلوب في بناء الصورة على مقابلة صورتين، والمقارنة بينهما صورة تدرس من الخارج كالتشخيص والتجسيد، عبارة عن مقارنة صورة جاهزة بأخرى مضادة، تمتلك تأثيرا نفسيا في المتلقي.عندما يصبح عنصرا ثالثا في بناء الصورة، نجعل الفكرة التي أرادها المخرج قادرة على التغلغل في ادراك المتلقي فتنقله من السلبية الى الايجابية مهما أختلفت أنماطها، خلال ما نراه تظهر شخصية المعلم التربوية الحقيقية وعلى مر العصور.
أما الممثلون حسين النجارِ، الراوي، خالد مولود، المدير، سادن عبد الجبار: أستاذ فيصل، أمانج الجاف: التاجر أبو علاء، علي الكناني، ساجت الفراش، ابتسام الشمري: أم مهند و علي العمار، أحمد. الطالب، علي ياسين "علوكي"، علاء أبن التاجر، فاضل الصافي: مهند الطالب، عباس صبري: الدكتور عادل.
والفنيون: الإلحان: مهدي جيجان، الكلمات: غني العمار، عصام عبد الكريم. تسجيل الأستوديو: أحمد الكاظمي، سجاد العقابي، حسين محمد علي. الإداري الانفرادي: صلاح مهدي جيجان، حسين النجار. تصميم الديكور: باسم الحركاني. تنفيذ الديكور عبد علي الركابي. هندسة الصوت: صفاء القريشي وتصميم الفولدر: عماد البدري. التصوير الفوتوغرافي: جواد البعاج.
ولحاجة موضوعية لعطش الجمهور جاءت المسرحية كوميدية. الا أنها التزمت المدرسة الواقعية. فلا ريب وهي مكرسة لتكريم المعلم، فلم تجعله كائنا هبط من كوكب أخر، بل ككل الناس يسيل لعابه للمغريات التي يقدمها البرجوازي بسخاء، ليس لكرم حاتمي، بل لغاية في نفس يعقوب وينتظر من الواحد سبعين.
يتعرض المعلم في شخص مدير الإعدادية الموقفين ويصبح بين نارين، حين يحتاج إلى المال إلى أبنه المريض، لكنه يرفض إزاء حاجته أن يبيع قلمه إلى البرجوازي. هنا جسد المؤلف الجانب الفنتازي. تخلل العرض لوحات تعبيرية غنائية.
المسرحية جسدت هموم المعلم، المتمثلة في الميدان، وتعاملهم مع شريحة رومانتيكية ولجت توا مرحلة الشباب، إضافة إلى الهموم السياسية والاجتماعية المعاشية. وينجح في الامتحان الصعب. ولكرامة النفس والشرف. فظل نظيفا في فضاءات الفساد العريضة.
الاحتفالية أقيمت على قاعة الإدارة المحلية التي اكتظت بالحاضرين بطابقيها ناهيكم عن الواقفين، عند الساعة الرابعة عصر الخميس 27اذار2014 وكانت الفقرات:
أي من الذكر الحكيم،دقيقة صمت لشهداء العراق والقطاع التربوي، النشيد الوطني، كلمات لنقيب المعلمين، المدير العام للتربية بعدها لنائبه، نشيد المعلم لطلبة معهد الفنون الجميلة وإعدادية ذات النطاقين للبنات. قراءات شعرية:سعد الصافي، حسين البهادلي، عبد الرضا زكي.
استمرت الاحتفالية حتى ظلام الليل وسط حضور لافت للنظر.