ادب وفن

نصوص / عبد الكريم كاصد

بيت الشعر

في بيتنا القديم
بيتِ الشعر
مازال الأجدادُ يغطّون في النوم
بينما يتواثبُ أحفادُهم
في الحقول القريبة
لاهين مع الشمس
كنتُ في الشرفة المطلةِ على النهر
أسمعُ ضجيجَهم وأضحك
غيرَ آبهٍ لشخير الأجداد
* * *
السائرون
هرموا
وعادوا لا يرَوْن الشمسَ إلاّ في الأفول
أمامهم ليلٌ
وخلف ظهورهم ليلٌ
وهم لا يبصرون
كأنّهم نُصُبٌ
أينتظرون؟
ماذا؟
والطريقُ أمامهم طرقٌ
وليس وراءهم أثرٌ
مكانُهم الزمان مشوا إليه وغادروه
ولم يقيموا فيهِ
لم يأتوه يوماً
هل أتَوْهُ؟
وهل أتى حِينٌ عليهم
لم يكونوا فيهِ؟
ما كانوا
وقد لا يبصرون مكانَهم يوماً
سيطوون الزمانَ إليهِ
لن يصلوا
ولن يصلوا
ولن يصلوا
* * *
مرثيّة سوق في بابل
في هذا الأفقِ الممتدّ إلى اللهِ شواهدَ من حجرٍ
وملائكةً يبكون
تُرى؟
ماذا ينتظرُ الناس؟
سفينتَهم؟!
مقبلةً
يحملها الطوفان
في سوقٍ يدخلها الآن صيارفةٌ
بلحىً
وسراويل
تُرى؟
مَنْ يجمعُ أشلاءَ مبعثرةً؟
ويُعيد الكفّ إلى الطفل
وذاك الثديَ إلى الأمّ
ويفتح أبوابَ الطرقات
لآلهةٍ قادمةٍ
من بابلَ
بشعورٍ بيضٍ
هائجةٍ
وعيونٍ غائرةٍ
وصدورٍ حمراءَ
تُرى
مَنْ؟
…
في اليوم الأوّل من آذار
في العام الخامس بعد الألفين
أو العام الخامس قبل الألفين
ببابلَ
حدثت مجزرةٌ..