ادب وفن

الحارس يموت / عدنان منشد

فجعت الاوساط الثقافية والفنية برحيل الممثل الرائد مكي البدري في السويد يوم الخميس الماضي 8/5/2014 عن عمر ناهز التسعين عاما، بعد جولة فنية حافلة في منصات المسرح العراقي وبلاتوهات السينما والدراما التلفزيونية منذ اكثر من ستين عاما. وفي غياب هذا الفنان القدير، لنا أكثر من وقفة عند محطات حياته الفنية الطويلة، كما يلي:
في اربعينيات القرن الماضي كان معلما في مدارس العمارة (مسقط رأسه) وكذلك في بدرة وجصان حيث قدم ومثل العديد من المسرحيات المدرسية..
في خمسينيات القرن الماضي ينتسب الى قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة تحت اشراف عميدها الاول الاستاذ حقي الشبلي، ليكون من دفعاتها المتخرجة الاولى.
في ستينيات ذلك القرن يحظى ببطولة فيلم (الحارس)، سيناريو وحوار الفنان قاسم حول واخراج الفنان خليل شوقي، مع الفنانة الراحلة (زينب).
في اواخر الستينيات من ذلك القرن، يسهم في تشكيل فرقة مسرح (اليوم) للتمثيل مع جعفر علي واحمد فياض المفرجي وفاروق اوهان وعلي فوزي ناجي وقاسم حول وبسام الورد ونجيب عربو، كفرقة يسارية معلنة، الى جانب فرقة مسرح الفن الحديث الرائدة وفرقة المسرح الشعبي وفرقة الصداقة العراقية السوفيتية.
في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم، كان مكي البدري امثولة للفنان المتقدم في العمر والتجربة والتاريخ معا، بعد ادوار تمثيلية هائلة في تجسيد شخصية الرجل العراقي الطيب في (الحضور/ البساطة/ عدم التكلف/ التأثير في المتلقي) ومنها اعماله الكبرى المتلفزة في (ورد جهنمي/ الدواسر/ حكايات المدن الثلاث/ عالم الست وهيبة) وغيرها من الاعمال الكثيرة التي طبعت اعماله الوديعة الهادئة لحساسيتها واهميتها في مختلف ميادين الحياة العراقية وقتذاك.
وعلى الرغم من براعته الفنية المعروفة في التمثيل، الا انه يردد على الدوام المثل العراقي المعروف (سبع صنايع والبخت ضايع) خصوصا وانه كان يمتهن العديد من المهن في حياته الطويلة كصائغ مندائي ماهر في الذهب والفضة والنحاسيات او كنقار ومزخرف للخشب او مصلح للكهربائيات بشكل لا يجارى او مصمم وخياط البسة للزيين النسائي والرجالي معا.
رحمالك سيدي البدري الجميل، وعذرا فما عاد هذا الموجز الدقيق يكفي لاستعراض وطنيتك الحقة!
اخيرا يبقى هذا الحارس العتيق في الذاكرة لا يريم ولا ينثني.