ادب وفن

رغم المعاناة هو مزهر رغم الجراح !/ يوسف أبو الفوز

عن المركز الثقافي العراقي في السويد ودار نشر فيشون ميديا (Visionmedia ) السويدية صدر مؤخرا للكاتب والاعلامي مزهر بن مدلول كتاب "الدليل ـ تجربة ومعاناة"، وجاء الكتاب من 202 صفحة، من الورق الابيض، من القطع المتوسط وبغلاف من تصميم شاكر عبد جابر. ورغم الكتاب اغفل ذكر أسم المصور الذي التقط صورة الكاتب التي حملها الغلاف الاخير، فيسرني ان تكون الصورة بعدستي حين ألتقيت أبو هادي منتصف ايلول 2012 في كوبنهاغن .
الصفحات الاخيرة من الكتاب ضمت مجموعة من الشهادات لعدة كتاب ممن اطلعوا على المخطوط ، منهم كريم كطافة، نجم خطاوي، رشيد غويلب، ويشرفني أن يكون أسمي من بينهم ، وهذه شهادتي :
أعترف بأني منحاز لهذه النصوص، التي كتبها صديقي ابو هادي، سواء تلك التي تتكأ على حواف الحكاية، او تلك التي تسرق من الشعر سحره وموسيقاه.
لقد رافقت هذه النصوص وهي مازالت افكارا، من خلال لقاءاتنا المتواصلة عبر تكنولوجيا الاتصالات، فكانت تطوف في احاديثه حكاياتٌ ساحرة وتظهر كأنها حلقات في مسلسل يومي!، فصرخت به يوما :
ـ لماذا لا تكتب ذلك ؟
ـ وهل انا بكاتب ؟
ـ لست انت من يحدد ذلك ، اكتب هذه الافكار ودعها تطير مثل العصافير وسنرى!.
فماذا رأينا حين بدأت صفحات المواقع الاليكترونية وصفحات "طريق الشعب" تنشر نصوصا متوالية للصديق ابو هادي؟.
يعجبني في الانسان تواضعه، ويسحرني في الكاتب صدقه مع نفسه ونصه، وعند ابو هادي اجد كل هذا، ربما لكونه لايكتب بفذلكه ادبية ولامحضورات نقدية فكانت روحه المفعمة بالمرح والنكته تجبره وتدفعه لان يفتح اقواسا في النص ليزرع فيها تعليقاته بالمحكي والفصحى مثل بذرة ترتوي بضحكة او دمعه لتزهر رغما عنك زهرة فواحه بالانتماء للنص وكاتبه!.
لم أنس ان ابو هادي اسمه (مزهر!)
الامر ليس لعبا بالكلمات، فتلك المشاهد من الكوميديا السوداء عن رحلته عبر الصحراء، لا تستدر ضحكاتنا بقدر عواءنا ونحن نراه يروي لنا بشكل ساخر كيف حشروه لساعة ونصف داخل محرك سيارة لاجل تهريبه الى الكويت!.
انها نصوص حياتية مفعمة بالمدهش والمحزن والمتعب، كما انها نصوص مفعمة بالامل رغم كل الجراح، ف"الدليل" لم يكن الا فجر يوم اخر يحمل فصلا جديدا من حكاية لم يتعب راويها من البحث عن يوم اجمل وعن ليلة سعيدة حيث يكون الحلم ممكنا!.
انه مزهر .. مزهر رغم الجراح!