ادب وفن

نصوص / عبد الكريم كاصد

طريقٌ للأحياء  طريقان للموتى

1-

الطريق
الذي كان يسلكُهُ:
المنشدونْ
«شعراءُ الندى»
وفرسان تلك العصورِ القديمةِ
والنسوةُ الفاتنات
الأميرات
والناسُ يأتون
مثل ظلالٍ تلوحُ
ويمضون
مثل ظلالٍ تلوحُ
الطريق الذي كان يمتدّ أبيضَ
أزرقَ
إنْ لا مستهُ السماء
ويخضرُّ
يخضرُّ حين ترافقُهُ غابةٌ
ويرفّ، جناحين، إنْ مسّهُ طائرٌ
الطريق
الطريق
تلطّخهُ الآن بالدّم أقدامُ من عبروا
شاهرين سيوفهمو
في الطريق
الطريق
الطريق

2-

في الطريق إلى «هاديس»
ثمة نهر
وقاربٌ يحملُ الميْت
واغفاءةٌ ربّما
وقد يحلمُ الميْتُ وسط المياهْ
في الطريق إلى الله
ثمة هاجرةٌ
وقاطعو طريق
وربما مفازةٌ
لا توصلُ الميْتَ إلى السماء
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هاديس: إله العالم السفليّ في الميثولوجيا الإغريقية.
* *
1- قبور الأخطاء:
أخطاء
كحَدَباتٍ على الأرض
تقول:»أنا القبر»
لكنْ
وكما في الأحلام
يحدثُ أنْ أجدَ نفسي في الجهةِ الأخرى
«آه..
نجوتُ إذنْ!»
ولم أنجُ
فعلى مبعدةٍ
ثمة أخطاءٌ أخرى
حَدَباتٌ أخرى
«أوه
أينَ أنا؟»
لكنْ وكما يحدثُ في الأحلام
يحدثُ أنْ....
2- مقارنات:
علّمتني المنافي
أنْ أقرنَ بلداً ببلدٍ
ومنزلاً بمنزلٍ
وخطأً بخطأٍ
ماذا لو كنتُ هنا؟
ماذا لو كنتُ هناك؟
ما يحدثُ لي لو أنّي؟
وهكذا
حتى صار ذلك لي عادةً
فإن ذُكرَ خطأٌ
قارنتُهُ بآخر
وإنْ لم يُذكرْ
قارنتُ...
ماذا قارنتُ؟
* *
1- وجوه
بعد عشرين عاماً
ربّما
أقلّ
ربّما
أكثر
قد تصادفُكَ الوجوهُ التي أحببتَها يوماً
فتسأل:
أينَ اختفت البسمةُ؟
أينَ اختفت التقطيبةُ بين الشفتين؟
أينَ الخصلةُ تلكَ؟
الغمّازةُ في الوجهِ الضاحك؟
والنظرةُ؟
حين تمدّ إليكَ يدَها
أين اختفت النظرةُ
أين؟
2- سفر:
في الطريقِ الطويلِ الذي قطعتُهُ
كان ثمةَ سهول
وأضرحةٌ
وبشرٌ
ينتظرون
ماذا ينتظرون؟
كنتُ أسير
أسير
ولا أنتظرُ أحداً
أحقّاً؟
كنتُ لا أنتظرُ أحداً؟
يا للرعب!..