ادب وفن

الجحيم وطن / ناصر الثعالبي

مرّ كندى في ظهيرة صحراءرمالها حرقت آخر شوكة عنيدة
قبّل سراب أمنياته بفم القادم من الوهم
منحدراً من علياء بقاياه الى أسفل الموجود
حاملا ما تناثر من ذاكرة الغد
كحالة فرار من وجع الأمس
دس رأسه بكفين ضيعهما
منذ زمن في متاهات الغربه
ومن أساطير جدته
أعاد انسياب روحه التائه
حاكت جدته حكاياتها من زبد البحر
وطرزت شخوصها بعفة غادرة الناس
لم يعد يسمعها إلا القليل
وفي مساره
تأبط "جحيم دانتي" ورسالة "غفران المعري"
وبينهما وجد وطناً اكبر من الجحيم
وأكثر خشوعا من الغفران
في باديته المسورة بالكلام
وفي رمالها الواشية بالأغراب
ترك قدميه خوفا من وشاياتها
فنزع مكائد بدو المدينة
الملتحفين بالسواد