ادب وفن

"نحاتون عراقيون" يبعث تحاياه إلى إسماعيل فتاح الترك / فهد الصكر

وسط حشد من الفنانين والمثقفين والاعلاميين، افتتح أمس الاول السبت، على قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، معرض النحت الموسوم "نحاتون عراقيون"، الذي اقامته الجمعية بالتعاون مع دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، وبعث هذا المعرض تحية الى النحات الراحل اسماعيل فتاح الترك ، وشارك فيه أكثر من 70 فنانة وفنانا.
وقد تنوعت أساليب الأعمال المعروضة ومفاهيمها، وهي تشير الى الانفتاح على الحداثة والتجريب. في حين يتداخل بعضها الآخر مع مشكلات العصر التي يتوجس منها الكائن البشري خوفه وقلقه. كما تجد أكثر من عمل جاء محاكاة لأعمال الفنان اسماعيل فتاح الترك. وهذا ليس غريبا على مشهد النحت العراقي، لما تركه الراحل الترك من بصمات فنية ونحتية لدى جيل كبير من فنانينا العراقيين والعرب.
وإذ تبعث هذه "التحية" الى رمز عراقي متجذر في أعماق الفن التشكيلي، ستعطي دليلا على انتماء فنانينا ومثقفينا الى جيل الرواد الذين أرسوا قواعد الفن النحتي، وتشكل تخليدا وعرفانا ووفاء لمنجزهم الابداعي وأهميته في العصر الحديث.
انطباعات
الفنان النحات رضا الفرحان : "ان هذا المعرض من المعارض المهمة في منظومة النحت العراقي، لأنه جمع مجموعة من النحاتين العراقيين البارزين وأعمالهم القيمة، وأجد هناك أعمالا متميزة وذات أفق متقدم في مفهوم النحت الحديث، يضاف الى أهمية النحت العراقي".
الفنان النحات علوان العلواني: "يعد هذا المعرض إطلالة جديدة في سيرة النحت العراقي الذي أرسى معالمه جواد سليم من خلال "نصب الحرية "، وتأسيس جمعية الفنانين آنذاك. والمعرض بصورة عامة يشكل اضافة وابتكارا في تناول أساليب وتقنيات حديثة لمفهوم النحت. وقد امتاز بتنوع المدارس (الواقعية، الرمزية، والتجريدية) التي تشير الى القدرة العالية للنحت العراقي وتطوره. وعملي الذي شاركت فيه هو "طيران بدون جدوى"، إذ يحدد رؤيتي للواقع العراقي وللكائن الحالم بالتجديد".
الفنان قاسم حمزة معاون مدير دائرة الفنون التشكيلية : "استذكارا للراحل الفنان اسماعيل فتاح الترك، ارتأى النحاتون العراقيون الاحتفاء به، من خلال اقامة هذا الكرنفال النحتي الكبير، وهو يعد إضافة نوعية بمستوى المشهد النحتي في العراق، بعد أن اكتملت فرحة الفنانين بتأهيل جمعيتهم وقاعتها الرئيسة".
الناقد التشكيلي مؤيد البصام : "يمثل هذا المعرض قضية فريدة، كونه يستذكر أحد رموز الفن العراقي الذي قدم للساحة الثقافية والفنية روائع نحتية ظلت راسخة في مشهدنا النحتي، مع التنوع والتطور الشكلي والتقني الذي اشتغل عليه النحاتون. والنحت العراقي لا يراد له تعريف، لأنه سليل الحضارات، والفنانين القدماء الذين أبدعوا في ابتكار الأشياء الجمالية. وتبقى هناك أعمال متميزة، وبعضها الآخر فيه ضعف الانشاء بسبب قصر مدة الاعداد وسرعة التنفيذ".
ولعل اقامة معرض لتخليد أعمال الفنان الراحل اسماعيل الترك الذي وضع بصماته في داخل الحركة التشكيلية العراقية والعربية والعالمية، تمثل جزءا مهما من الوفاء والاعتراف بأهمية منجزه ومنجز رواد الفن العراقي.