ادب وفن

اتحاد الادباء يستذكر كامل شياع بجلسة فكرية وثقافية زاهرة

بغداد – ماتع 23/8

نظم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق صباح اليوم السبت 23 آب 2014، جلسة استذكارية بمناسبة الذكرى السادسة لاغتيال المفكر المعروف كامل شياع، هذه الجلسة اقترنت بفعل شياع الثقافي والفكري وتحولت الى مشغل لمناقشة الخطاب الذي حمله الراحل وأهمية المشروع الذي ارتبط فيه.
الجلسة النوعية الحاشدة التي قدمها بامتياز الكاتب د.جمال العتابي مستعينا بالعديد من الكتابات التي قيلت بحق شياع ومشروعه، فضلا عن بعض الذكريات التي رافق بها شياع العديد من المثقفين، بدأت بكلمة ترحيبية من الامين العام للاتحاد العام للادباء والكتاب ألفريد سمعان، مؤكدا ان "كامل شياع انسان وهب نفسه وتاريخه للثقافة" وان "اتحاد الادباء يعتز بان يستذكره لانه من اُسس الثقافة الرصينة في العراق ومناضل ضحى بكل ما يملك دون ان يأخذ شيئا معه".
وبين سمعان ان "شياع ضحية من ضحايا الوضع الراهن الذي نعيشه منذ سنوات طوال ومع الاسف الشديد كان يمكن ان تكون ايامنا بشكل اخر والامل بان تزدهر الديمقراطية ويعيش المجتمع حياة جديدة" لافتا الى ان "الراحل الكبير خلف وراءه قضية ستبقى في اذهاننا ونستطيع تحقيق
وزير الثقافة الاسبق مفيد الجزائري تحدث عن شياع الرفيق والصديق والمستشار في وزارة الثقافة، وعن دوره البارز في عقد مؤتمر المثقفين الاول والوحيد.
وذكر الجزائري ان "الشهيد كامل شياع بحكم عمله في وزارة الثقافة، لم يك مجرد كاتب مقالات وتأملات وافكار وصائغ رؤى تتعلق بالثقافة ومبدع للجديد والعديد في عالم الفكر والثقافة، انما اتيحت له فرصة ان يجسد بالملموس ما وضعه عبر فكره في الفترة التي عمل فيها بالوزارة"، مبينا ان "خروجي من الوزارة اواخر نيسان 2005 وبعد اسبوعين من انعقاد المؤتمر الوحيد للمثقفين العراقيين وكان لكامل دور اساسي في ادارته وانجازه، ومنذ خرجت انا، حُرم شياع من ان يواصل عطاءه في الوزارة، ومُنع من ذلك ووضع على الرف، وبذل المسؤولون الجدد المتعاقبون جهودا لا يمكن تصورها من اجل ابعاده والتخلص منه ومنعه من ان يعبر عن نفسه باي شكل من الاشكال".
من جانبه قال وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي ان "كامل شياع من النخب القليلة التي فكرت في عز التخندق الطائفي والديني والقومي بأن تشذ عن هذه القاعدة وتذهب نحو الهوية الانسانية الواسعة" مشيرا الى انه "معلم ربط الاخلاق بالسياسة وعدم الاكثار بالكلام على حساب العمل".
وذكر الاتروشي "اننا في وزارة الثقافة نتذكره معلما ومفكرا بارزا لكنه فعلا حوصر كما ذكر زميلي مفيد الجزائري وحورب في الوزارة، وان الاغتيال السياسي الذي تعرض له شياع ممكن ان يطال الجميع خاصة مع تعالي الخطابات الفرعية، وان مشروع شياع في دولة مدنية ديمقراطية هو اشد ما نحتاج اليه لبناء وطن للجميع".
ثم تحدث الناقد علي الفواز عن كامل شياع باعتباره من صناع المشروع الثقافي العراقي الجديد والذي بدأ أولى خطواته مع مؤتمر المثقفين فعقد المثقفون آمالا كبيرة على المؤتمر وعلى كامل.
وذكر الفواز أنه فاتح الوزير الذي خلف مفيد الجزائري لتنفيذ وصايا عشرات الورش التي نظمها مؤتمر المثقفين العراقيين، ولكن الوزير أجابه: انسوا المؤتمر، واستعدوا لمؤتمر جديد.. ويضيف الفواز أن التفكير بإلغاء ما انجز والبدء من الصفر هو خطأ استراتيجي ندفع ثمنه للان.
الباحث في مجال الانثروبولوجيا علاء حميد قدم ورقة بحثية عن اختلاف السياق الاجتماعي الغربي عن العربي وآثاره، وكيفية تلقي مفاهيم التنوير والنهضة، وأكد باننا مازلنا لم نصل الى توصيف دقيق وعلمي يحدد دور المثقف العراقي داخل حركة المجتمع منذ تأسيس الدولة ولغاية الان.
ورأى حميد ان "التنوير ظل مرهونا بما يقوم به المثقف العراقي من منجز فكري الذي ظل طاغيا عليه النمط الادبي (الشعر، القصة) والديني".
وبعده تحدث الشاعر غيلان عن تقديمه مشروع مؤتمر الى وزارة الثقافة يكمل المؤتمر الاول، لتحرير الراهن العراقي من اشكالاته لكنه اصطدم ايضا بواقع الوزارة المرير، بحسب قوله.
ثم القى د. جمال العتابي ورقة للقاص والروائي احمد خلف الذي تعذر حضوره.
من جانبه قال رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق فاضل ثامر ان "المشروع العراقي الثقافي الفلسفي خسر كامل شياع، وكذلك نحن ايضا خسرناه، لما يملكه من عقل مركب وامكانية في ادارة حوار فكري معقد وصعب، كانت افكاره عميقة وبعيدة عن السطحيات".
ورأى ثامر ان "عملية اغتياله بدأت منذ تحجيم دوره في وزارة الثقافة وحتى انه حرم من حقه في وجود مكتب له في الوزارة، الجميع تواطأ على قتله شيئا فشيئا، ولا تصدقوا دموع التماسيح التي ذرفت فيما بعد لانهم دائما كانوا ضد الوعي والعقل والحوار، وارادوا وزارة تقوم بتمشية الاعمال الخاصة بالعمل الوظيفي ليس الا".
في ختام الجلسة التي استمرت لساعتين قرأ شقيق الشهيد علي شياع كلمة العائلة، فيما خرج الحاضرون بتوصية، اجمعوا عليها، لاعادة فتح ملف اغتيال كامل شياع والاعلان عن الجهات التي نفذت هذه الجريمة ومحاكمتهم لينالوا جزاءهم العادل.