ادب وفن

.. نقف كلمة في وجه الموت! * / عمر السراي

لا عجب في أن نكون معا..فالعصافير التي لا تمتلك إلا جناحين من أحلام
تتوحد في وجه الريح..
لا عجب في أن لا نكون إلا في رحم هذه السماوات..
لا عجب أن يكون اللقاء استثنائيا..
فقد استثنت الظروف التي يمر بها الوطن البصمة الأساس التي ما انفك يمتاز بها العراق..
وهي الثقافة..
وحين رُكنت على الرف شاعت الروح الميتة تجوب شوارع الظلام كما تشاء..
لا عجب في أن نتوحد في نقطة ما..
فقد توحدت الشرور في كل الأرجاء..
ولم يبق أمامنا إلا أن ندرّب صغار الريش وهي تنمو
بان لا تغادر لحم أطفالنا إلا وهم أقوياء.. في وجه العنف..
ولم نتقدم مسافة قبلةٍ أو قبلتين من كل شفة تنتظر..
فبالسلاح وحده لن تكتمل صورة الوطن..
الوطن الذين وزعوا ترابه في أقدام كل غاز هدايا من خذلان..
ولم يبق موحدا إلا في قصيدة النواب.. وهو يردد..
(إن الصلاة على ترابٍ لا يوحدُ.. ليس تكتملُ)..
الوطن الذي لم يك جميلا إلا في شمس سيابه.. حين (الشمس أجمل في بلادي من سواها.. والظلام..)
الوطن الذي اختصره الجواهري في حنجرته حين قال:
(أنا العراق لساني قلبه ودمي.. فراته وكياني منه اشطار)
الوطن الذي يصحو على انتفاضة الأهازيج في جدارية جواد سليم..
ويتنزه على مسافة وتر من أجفان منير بشير..
الوطن الواسع الأرجاء كجدار رابع في عرض مسرحية مطولة..
والصائل بخيول فائق حسن قبل ان تطير الحمائم من ساحة الطيران..
وقبل أن (تتبعها البنادق محشوة بالأسى)..
وطن المدينة والمدنيين..
والعشاق والصبايا المعطرات كل مساء..
والشباب المهندمين بالعصاري..
وطن الدبكات والمواويل والأغاني..
لا وطن الق تلة من كل الجهات..
ولأن الأمر فار عن إنائه وطغى..
كان لابد لنا أن نقف كلمة في وجه الموت..
وأنغاماً في وجه الأفق المشيد بالألغام..
لنتكلم..
وتظل الكلمات نبراسا لمن يجيء..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قدمها الشاعر عمر السراي في افتتاح المؤتمر الاستثنائي للمثقفين العراقيين الخميس الماضي في فندق بغداد