ادب وفن

فجيعة المغيبين في "حصار العنكبوت" / مجيد إبراهيم خليل

أقامت اللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي العراقي في هولندا، بالتعاون مع ملتقى الأنصار- البيشمركة احتفالية أدبية على قاعة النادي الثقافي المندائي مساء يوم 10/10/2014 بمناسبة صدور رواية حصار العنكبوت للروائي النصير كريم كطافة.
حاولت الرواية تقصي فجيعة 196 امرأة وطفل ورجل طاعن في السن، هم آباء وزوجات وأخوات المقاتلين الأتصار ضد نظام البعث البائد، الذين وجدوا أنفسهم في خضم قتال لا جبهة له، وقد حدث ذلك بعد انتهاء الحرب العراقية- الإيرانية وحينها أصدر النظام عفوا بتاريخ 6/9/1988 فاضطر البعض الى الاستجابة لقرار العفو وتسليم أنفسهم، فجرى سبيهم كما تسبى المدن والقرى اليوم على يد داعش، وغيبوا في غياهب مجهولة، لم تزل مجهولة في خارطة الموت العراقي.
شارك عدد من الأساتذة بشهاداتهم عن الرواية وهم : الكاتب والصحفي جاسم المطير، الكاتب أحمد ربيعة، القاص محسن حنيص. المطير رأى أن الروائي قدم معطيات حياته، وهو حاضر بقوة في الممارسات الأنصارية، قوة وضعفا، وقد استطاع كشف الكثير عن الحياة الأنصارية متحررا من المأساوية، مشيرا الى مصاعب ومعاناة حياة الأنصار. وقد حقق الكاتب التوازن الروائي بين الرؤيتين القتالية والروائية. إن الرواية تسجل جزء من تاريخ الأنصار، وهي رواية تاريخية من نوع خاص، وقد اعتمد الحوار على العامية لنجنب ضعف أو انحدار في البناء.
الكاتب النصير أحمد ربيعة رأى أن الرواية تتميز بروح الإلفة مع القارئ والتماهي مع عوالمها، وقد سعى الكاتب لتناول شخصياته بحيادية. هناك شخصيتان شكّلتا ضفتي الرواية: الأولى: شخصية نظام مجرم لم ينج من شره الشجر والحجر، الثانية: شعب يأكل الحجر كي يبقى يقاوم. الروائي كريم يؤثث المشهد من جوانبه المختلفة بمهارة وأناقة من يجعل المشهد نابضا بالحياة، والنساء في الرواية وجوه مشرقة وقد شكّلن بانوراما حقيقية، لا نمطا متكررا. خيوط العنكبوت رواية لها سحرها.
القاص محسن حنيص بعد أن أبدى ملاحظات عامة عن الرواية، أشار الى أته ككاتب انشغل واهتم ببناء الرواية. الرواية تواجه مشكلتين: امتداد أفقي/عمودي، الأفقي هو الشخصيات، والعمودي هو الدراما. التصعيد العمودي ناجح. لاحظ حنيص أن الكل في الرواية محاربون دون حرب فلا ذكر لطلقة. ورأى أن الرواية عمل ناجح.
عقب الروائي على القراءات، وقد أشار إلى أنه خرج مكسورا من حرب الأنصار، وقد قرر أن يكتب هذه المأساة. سجل الأحداث أولا، وبعد فترة طويلة تفرغ لكتابتها كرواية. هو اعتبر قضية هؤلاء المغيبين قضيته. استعرض قصة الحصار وموقف العوائل الصعب من الاستجابة للعفو وتسليم اننفسهم للنظام. وقد ساهم في توضيح الموقف وإغناء الصورة الرفيق النصير أبو داود، وهو أحد الرفاق المحاصرين آنذاك فكان شاهد عيان على ماحدث.
كانت قاعة الاحتفال مزدانة بصور الأتصار، وقد أوضح النصير هادي الخزاعي الذي أدار الأمسية الصور وشخصياتها وخلفياتها وعلاقتها بما سرده الروائي.