ادب وفن

نصوص / عبد الكريم كاصد

ساحة هنا..
مشهدٌ هناك
مفتتح:
هذه الأيام
أخشى أنْ ألامسَ الحجر
فقد يكونُ روحاً
لكثْر ما لامسَ من دماء
ولا أطأهُ أبداً
إلاّ بحذرٍ
وأدعُ شبابيكي مفتوحةً على الدوام
لتمرّ الفراشات...
قادمةً
من بعيد..
فأنا كثيراً ما أوهمُ نفسي
كأجدادنا القدامى
أنّ الأرواح
تصيرُ فراشاتٍ عند الموت؟
ما أجملَ لو يصْدقُ هذا!
*
في الساحة
ثَمّ رؤوسٌ ذابلةٌ
مطرقةٌ أبداً
بعد قليل
ستأتي غربان
وتحطّ
ولن يطردها أحدٌ
*
الساحةٌ
كم يبدو فيها الأطفالُ دمىً
الناسُ تماثيلَ
النسوةُ خِيماً سوداء
االساحةُ خاليةٌ
أين ترى غادرها الناس؟
انظرْ !
أجنحةٌ تهبط
غربانٌ تهبط
غربانٌ ناعقة سوداء
*
في هذا القرن
تراهُ القرنَ الهجريّ الأوّل؟
القرنَ الهجريّ الثاني؟
الثالث؟
ثمة رأسُ امرأةٍ يُقطعُ في الساحة
حشدُ لِحىً وسراويل
صحارى من رملٍ
تقطعها عجلاتٌ وطوابيرُ من الجند
وقتلى
وسماءٌ لا يسكنها غيرُ الله
سماءٌ خاليةٌ
إلا من غيمٍ يعبر
أو قرنٍ يبرق
أو...
الساحة خاليةٌ
*
القتلى عديدون
القاتلُ أين؟
الموتى كثيرون
أين قبورُهم؟
الكرسيّ فارغٌ
الجالسون كثر
ما الذي جرى؟
وهذا الحفل
مأتمٌ
أم
عُرس؟
*
في الساحة
الشيطانُ يصيحُ: أنا الحقّ
العِمامةُ: أنا الرأس
الغائبُ: أنا حاضرُكم
الجلاّدُ: أنا ضحيتُكم
القبرُ: أنا الميْت
السائر بالناس إلى هاويةٍ: أنا لا أحدْ
- منْ يبصرني؟
صاح التمثال
وقد تفتتَ أحجاراً
على الطريق
*
بلا وجوهٍ
نحدّقُ نحن
بلا وجوهٍ
رؤوسنا هناك
رؤوسٌ ذابلةٌ
مطرقةٌ أبداً
بعد قليل
ستأتي غربان
وتحطّ
ولن يطردها أحدٌ