ادب وفن

تكريم المعماري رفعة الجادرجي /عبد جعفر

في حفل مهيب اقيم على قاعة الخليلي في كلية الدراسات الشرقية والافريقية يوم 28-6 جرى تكريم المعماري الاستاذ رفعة الجادرجي وذلك بمبادرة من رابطة الاكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة.
وقال الجادرجي اثناء تسلمه هدية الرابطة : " إني أكرّم كفرد،غير منتم لهذه الجهة او تلك، وهذا ما يسعدني ، خصوصا وأن مجتمعاتنا لا تحترم الحرفيين أمثالنا ".
ومعروف ان الكثير من اعماله تعرضت للهدم والتشويه مثل نصب الجندي المجهول الذي هدم بأمر من صدام حسين عام 1982، وبناية البرق والبريد التي قصفت مرتين في حرب 1991 و 2003 وبناية مجلس الوزراء التي قصفت من قبل الجيش الامريكي ، ثم جرى تشويهها من قبل الحكومة الحالية بأضافة اشكال مبتذلة، لاتمت بصلة لطبيعة البناء ولا الى رمزيته. ومن الاعمال الأخرى مدخل قلعة مدينة أربيل الذي هدم في عام 2013 من قبل رئاسة أربيل الحالية.
وتعرض هو شخصيا لاضطهاد النظام السابق حيث حكم عليه عام 1978 بالسجن المؤبد.
في بداية الحفل رحب الفنان فيصل لعيبي بجمهورالحاضرين ، مضيفا :" تكرم الرابطة في هذا اليوم البهيج الفنان الكبير رفعة الجاردجي الذي يعد من أعمدة الثقافة والفن في ثقاتنا المعاصرة " . ثم القى د. سعدي النجاررئيس الرابطة كلمة اكد فيها " دأب الرابطة في تكريم المبدعين والمفكرين من اصحاب الاختصاصات في حقول العلم والمعرفة والثقافة والفن، واليوم نكرم علما وقمة من الرعيل المتقدم في الفن المعماري الى جانب إجتهاده في استنباط العلاقة بين الفن والفلسفة والانسان، اضافة الى نشاطاته الأخرى في التصوير الفوتوغرافي وربط ذلك بالانثروبولوجية العراقية ونتاجاته في التأليف والكتابة.
ثم تحدث في الندوة كل من الاستاذ موسى الموسوي الملحق الثقافي في السفارة العراقية، ود. محمود العلي، ود. صباح عفاس، ود. رشيد الخيون، والمعماري احسان فتحي من عمان، قرأت كلمته بالنيابة الكاتبة والاعلامية السيدة سلوى الجراح، وفي النهاية تحدثت السيدة بلقيس شرارة استاذة الأدب الانكليزي والإنثروبولوجيا وزوجة الاستاذ رفعة ورفيق دربه عن الأعمال التي هدمت والأعمال التي لم تستكمل والتي لم تنفذ أيضاً من مشروع الأستاذ رفعة المعماري والفني.
وعبرالشريط المصور قدم المهنس المعماري خالد السلطاني كلمته ، منوهاً على الأهمية المتميزة لهذا الأستاذ والمربي والفنان وقيمة عمله وجهده في ترسيخ قيم الحداثة والتمدن والمعاصرة في مجتمعنا العراقي الحديث ، كما قرأت كلمة المستشار الأقدم لرئيس الجمهورية السيد عبد اللطيف رشيد ،الذي أشار أيضاً لدور الأستاذ رفعة وقيمته ومنجزه الفريد والمتقدم .
واكد المتحدثون على تميز الجادرجي بفنه الممعاري حيث ابتكر عمارة محلية متوافقة مع التكنولوجية الحديثة، واضاف عليها نكهة عراقية اسلامية، كما انه دعّم الدراسين والفنانين، واكد على أهمية اكتساب الخبرة، وعدم الركون الى السلبية، واشار المتحدثون الى أنه لا يجامل على عقله، والفن قضيته الأنسانية، وهو شخص يتجاوز العقائد كأنسان، فهو رجل مفتون بالحضارة والفنون.

وعرضت في الحفل ثلاثة افلام الاول عن السيرة الذاتية للجادرجي وأخر( الجادرجي مصورا انثروبولوجيا للمجتمع العراقي) مع موسيقى جميل بشير على العود من مقام اللامي.
أما الثالث ، فكان حوارية حول فلسفة العمارة مع الجادرجي أجراها الفنان فيصل لعيبي.
وفي هذا الحوار الجميل أكد الجادرجي ان المبادىء التي أستند اليها في انجازاته على نظرية جدلية تقول : " أن الشكل المعماري أوالفني أو المصنع هو محصلة لتفاعل الحاجة. فالشكل يحصل أذا تغيرت الحاجة والتكنولوجيا تجعل الشكل مختلفا ".
واشار الى : " ان العمل الجيد هو الذي يحقق التوازن(الفكري) بين الطاقة المستنفذة وإرضاء
الحاجة ".
واوضح : " ان الجمال هو وعي وهو الفكر الذي حصل على تربية ومعرفة حسية ومعرفية لطبيعة الوجود حتى الإكتمال بالشيء أو حالة الإبتمال او الإبتمالية حسب اللغة الاتينية".
واضاف : " ان الفرق بين الفنان والحرفي ان الاول حر هو أنا وليس غيري، بينما الحرفي يخضع بعمله الى المرجعية سواء كان المجتمع، السيد... " الخ

ويذكر ان الجادرجي من مواليد بغداد عام 1926 . ومن اعماله مبنى اتحاد العام للصناعات، ونقابة العمال والبرلمان العراقي، والبدالة الرئيسية في السنك ونصب الجندي المجهول في ساحة الفردوس، وهو المصمم للقاعدة التي علق عليها نصب الفنان جواد سليم في ساحة التحرير في بغداد. وعرف أيضا في التصوير الفوتوغرافي الانثروبولوجي حيث حقق عددا من الدراسات، وأقدم على تصميم الحدائق في تجارب كثيرة للبيوت في العراق، كما اتجه عام 1963 الى تصميم الأثاث، واشترك في تلك الحقبة في معرض الأثاث الدولي الذي أقيم في مدينة برشلون وحصل على الجائزة البرونزية. كما انه ألف العديد من المولفات الهامة في مجال الثقافة و العمارة والفن وعلم الجمال منها : شارع طه و هامر سميث ، صورة أب، حوار في بنيوية الفن والعمارة ، المسؤولية الإجتماعية لدور المعمار ،الأخيضر والقصر البلوري ثم صفة الجمال في وعي الإنسان وهو آخر ماصدر له حتى هذه الساعة.