ادب وفن

الشهيد حسين مروة.. حياة حافلة / صادق محمد الدبش

ولد حسين مروة عام ١٩١٠ في قرية حداثا في جنوب لبنان بحسب السجلات الرسمية، ولكن مروة روى أن تاريخ ميلاده الحقيقي هو العام ١٩٠٨. أرسله والده إلى العراق عام 1924 لدراسة العلوم الإسلامية في جامعة النجف، وانهى دراسته فيها عام 1938. بدأ اهتماماته بالكتابة الادبيّة منذ سنوات دراسته الأولى في العشرينيات، فكتب المقالة والقصة والنقد والبحث، كما كتب بعض الشعر. بداية اطلاعه على الفكر الماركسي كانت عام 1948 عبر قراءة «البيان الشيوعي» الذي اعاره ايّاه الشهيد حسين محمد الشبيبي (أحد مؤسسي الحزب الشيوعي العراقي). شارك أدبياً واعلامياً وعملياً في احداث الوثبة الوطنية العراقية عام 1948، التي اسقطت معاهدة بورتسموث البريطانية مع حكومة العهد الملكي. وإثر عودة نوري السعيد إلى الحكم في العراق عام ١٩٤٩، اتخذ القرار بإبعاده من العراق فوراً مع عائلته ونزع الجنسية العراقية التي كان قد اكتسبها أثناء مكوثه أكثر من عشرين عاماً في العراق. عاد مروة في شتاء عام ١٩٤٩ إلى بيروت حيث واصل الكتابة الأدبية في زاويته اليومية «مع القافلة» في جريدة الحياة لمدة سبع سنوات. تعرّف عام 1950 إلى فرج الله الحلو وانطون تابت ثم إلى محمد دكروب، ونتج من هذا التعارف تأسيس مجلّة الثقافة الوطنية التي أصبح الشيخ حسين مديراً لتحريرها إلى جانب دكروب انتظم رسمياً في الحزب الشيوعي اللبناني عام1951. انضم إلى قوات انصار السلم (تجمعّ الأحزاب الشيوعية العربية لتحرير فلسطين) عام 1952. انتخب عام 1965 عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني وبعدها عضواً في المكتب السياسي. ترأس تحرير مجلّة الطريق الثقافيّة من العام 1966 حتى شباط 1987 تاريخ استشهاده. عضو في مجلس تحرير مجلّة النهج الصادرة عن مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي.
درّس مادة فلسفة الفكر العربي في الجامعة اللبنانية في بيروت
وحاز على شهادة دكتوراه فخرية من موسكو. تزوّج من ابنة بنت عمّه فاطمة بزّي وأنجب تسعة أولاد هم نزار مروة، حسان مروة، أحمد مروة، أمل مروة، سحبان مروة، هناء مروة، فريدة مروة، هدى مروة ويسر مروة .
الدكتور حسين مروة شخصية فكرية وسياسية واجتماعية عملاقة، شكلت الكتابة عنده فصلاً ابداعياً وكفاحياً.وقد خاض غمار الكتابة في مختلف الفنون ،السياسية والاجتماعية والأدبية والنقدية والنثرية والوجدانية وأبدع فيها.
اغتالته قوى الغدر الطائفية الوثنية الظلامية في لبنان أمام بيته وعلى مرأى من زوجته العجوز، مستهدفة من وراء هذه الجريمة الدموية النكراء اغتيال وقمع الصوت الديمقراطي الثوري الماركسي الطليعي ، الذي آمن به شهيدنا حسين مروة وتغييب دوره النضالي البارز في معركة الدفاع عن حرية الانسان المظلوم والمقهور ونشر الوعي الانساني الصادق والفكر التنويري العلمي النقدي
مؤلفاته:
دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي .
تراثنا كيف نعرفه.
دراسات في الفكر والادب .
الثورة العراقية .
قضايا أدبية .
النزعات المادية في الفلسفة العربية والإسلاميّة (ثلاثة اجزاء.(
من النجف دخل حياتي ماركس
ولدت شيخاً وأموت طفلاً (سيرة ذاتية).
الإنتاج الشعري:
- له قصيدة نشرت في مجلة العرفان، وأخرى لم تنشر.
له عدد من المؤلفات، منها: مع القافلة - دار بيروت - بيروت 1952، وقضايا أدبية - دار الفكر - القاهرة 1956، ودراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي - مكتبة المعارف - بيروت 1965، وثورة العراق - دار الفكر الجديد - بيروت 1958 .
ودراسات في الإسلام - دار الفارابي - بيروت 1980 (بالاشتراك مع محمود أمين العالم، ومحمد دكروب، وسمير سعد)، وفي التراث والشريعة - بيروت 1983، وعناوين جديدة لوجوه قديمة في تراثنا الأدبي والفكري - دار العالمية - بيروت 1984، وتراثنا.. كيف نعرفه - مؤسسة الأبحاث العربية - بيروت 1985، والموقف الثوري في الأدب الإبداعي - دار الفكر العربي - بيروت (د. ت).
طغى الفكر فيه على الشاعر فتضاءلت مساحة الشعر أمام مساحة الفكر الذي انشغل به، ينمّ المتاح من شعره على الكثير مما شكّل ملامح تجربته الفكرية الإنسانية فيما بعد، يعتمد فيه الإطار الخليلي والقافية الموحدة ولكنها تنحو نحو تجاوز الموضوعات الشعرية المتداولة في عصره.
حصل كتابه «دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي» على جائزة جمعية أصدقاء الكتاب (1976)، كما منحه مجلس الشعب في اليمن الديمقراطي وسام الأدب والفنون، وحصل على جائزة بيروت (1985)
وهو يستحق القراءة والدراسة كونه مساهمة لإبراز الصورة الحقيقية لحسين مروة ، الذي جسد في مسيرته صورة الإنسان «صانع تاريخ الفكر بيده وعقله معاً».
وعلى اجيالنا الصاعدة اعادة قراءة افكار وابداعات مروة الانسانية والتنويرية العظيمة ، التي تعتبر ذخراً للفكر التقدمي النقدي.
المصادر.. مجتزأ من موقع الويكيبيديا.. الموسوعة الحرة .
ومن معجم البابطين ...لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين .
رابطة أدباء الشام. في حوار مع كوكبة من الكتاب والمفكرين العرب. مع فكر الشهيد حسين مروة .
ستبقى ذكراك منارة يهتدي بنورها الساعون للغد الأفضل. وستبقى اللعنة تلاحق قتلتك من الظلاميين والتكفيريين وأعداء الثقافة والمعرفة الانسانيتين .