ادب وفن

بلقيس حميد حسن: بنت سوق الشيوخ التي كتب شعرها في اعلى مباني لاهاي / عبد جعفر

الشاعرة بلقيس حميد حسن ، كانت ضيفة المنتدى العراقي في بريطانيا، وذلك في الامسية التي اقامها لها يوم17-5 على كنسية ريفر كورت في همرسث غرب لندن.
وفي تقديمه بدأ الاعلامي والشاعرفلاح هاشم في قرأءة قصيدة لبلقيس (لا اهل ولا وطن) 

أشد موتي على خصري فيصحبني
عشقٌ ترنح مذبوحاً من الألمِ
سئمتُ عيشاً بلا أهلٍ ولا وطنٍ
كأنني فكرة جاءت من العدم ِ
...
هلاّ أنهيت قلقك ياروح؟
فقلق العاشقِ يربكُ توازن الكون..
...
كل المصابيح أطفأت إلا مصباحي
لا يريد الانطفاء
كيف لي أن اغصبهُ على الموت غصباً؟
...

أصومكَ
يتحولُ العطشُ حجراً في القلب
كيفَ أحدّ من هواجس العشق لأنام؟
..
السنين أعادت ترتيب خطها
البندول لم يعد كالسابق

حركته تختل
فما أقسى النهاية..
...
يقيناً بانـّا
نعود الى الأرض بعد غياب
ولكن
قبورا ووحشة..
..
يا نديمي
عطشٌ بي
غيرَ أن الكأسَ عطشى
لشفاهٍ
لم تذقْ طعمَ الشفاهِ
...
بفراغ لم يلامس الحب
بحبٍ لم يلامس الماء
بماءٍ لم يلامس الصحارى
بصحارٍ لم تلامس الأخضر
بأخضرَ كقلبكَ
وجدت نفسي  أهيم..
.

واكد ان الشاعرة بلقيس ولدت في سوق الشيوخ من عائلة تكتب الشعر، اذ كان والدها شاعرا وشجع اولاده على كتابة الشعر والاهتمام في المطالعة، وتتميز قصائدها بالجرأة التي عكست تجربة حياتية مهمة، اكسب شعرها الايقاع الحقيقي النابض، فقصائدها تقول اشياء كثيرة. والشاعرة هي واحدة من جيل الشاعرات العراقيات اللواتي دخلن المشهد الشعري من فضاء الحرية، فشعرها صرخة احتجاج، ويتملك جرأته في القول.
واشار الى صدور مجموعات الشعرية لها ،وهي (اغتراب الطائر) عام 1996 و(مخاض مريم) عام 1997، و(اجمل المخلوقات رجل) عام 2012 ولها ديوان أخر قيد الطبع ورواية تعكف على كتابتها اضافة الى كتاب حول المرأة اوضاعها وحقوقها.
واكد انها لم تأسر نفسها داخل النزيف الشعري بل اردفته بنشاط في مجال حقوق الانسان من خلال تنظيمات عديدة، وكانت مساهمة في تأسيس المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق لانسان وترأسها حتى عام 2007
وحظيت بتكريمات عديدة في هولندا، اذا ختيرت كواحدة من الشاعرات اللواتي يكافحن من اجل الحرية والتوق لعالم خال من الاضطهاد والحروب والظلم. بل والرغبة في توضيح العلاقة الملتبسة بين المرأة والرجل . وكانت هذه المواضيع عنوان كتابها الذي اصدرته كتابا منظمة العفو الدولية بعنوان (افضل للحب ان لا يسمى) باللغة الهولندية ، لتكون بين خمس شاعرات عربيات تميزن بهذا المنحى وهن( نازك الملائكة ، وفدوى طوقان، وسعاد الصباح، وظبية خميس).
واشار ان بعض اشعارها اختيرت ضمن عشرة شعراء لتخط على اعلى مباني في لاهاي في هولندا حيث تقيم.
ثم تحدثت الشاعرة عن تجربتها مشيرة الى انها نشأت في بيت شعري، يسمع فيه الشعركل يوم وتجري فيه المناقشات الأدبية والمباريات الشعرية أيضا، ومنذ الصغر تعلمت عروض الشعر وأوزانه، وشجعها والدها كثيرا على القراءة وكتابة الشعر منذ نعومة اظافرها، واشتركت في مسابقات عديدة وحصلت فيها على جوائز كثيرة . وتحدثت عن مدينتها (سوق الشيوخ) التي امتازت بمكتبتها العامة انذاك، ووعي الناس العالي فيها واهتمامهم بالثقافة والشعر.
وبعدها قرأت عددا من قصائدها منها قصيدة (أسال من؟) التي كتبتها عام 2009بعد عودتها الى الوطن بعد رحلة غياب ثلاثين عاما :

هل أسأل عرَافيّ الدنيا
لمَ سقطت وردات ربيعي
وبلا دهشة
وانفرطَ الرمانْ ؟
هل أسأل عرّافيّ الدنيا
لمَ أعناق نخيلي تُلوى
وعناقيد البلح تُهانْ ؟
هل أسال عرّافيّ الدنيا
عن سور حديقتي اللمّاع
وثراء كان يُبعثرُ تحت الأقدام
والمتعة بالأمس تُداس
وتراق عطوري ؟

..................................

هل أسأل
أم أغرقُ في النسيانْ ؟

وقرأت الشاعرة ومضات شعرية من ديوانها الا خير (اجمل المخلوقات رجل ) ومنها:
حينما تذبح الورود،
ويداهم بيت شاعر بحثا عن السلاح،

وحينما تختفي تسريحات الشعر من الشوارع،
فالطوفان قادم لا محال حينما تذبح الورود،
ويداهم بيت شاعر بحثا عن السلاح،
وحينما تختفي تسريحات الشعر من الشوارع،
فالطوفان قادم لا محال.
وفي ومضة اخرى انشدت بلقيس
تقبّلني في الهواء
فتلسعني شفتاي ويـَندى فمي
كأني رشفت ُرضابك َعبر الفراغ
..

وفي ختام هذه الامسية الجميلة اثير العديد من الأسئلة ، أخذت الشاعرة الى الماضي واعوام الطفولة وتذكر المفارقات الجميلة والحكايات التي تولد القصيدة لدى الشاعرة، سواء جاء بها شيطان الشعر وأن لم يأت، على حد تعبير الشاعرة في اجابتها على احد اسئلة الجمهور.