ادب وفن

حميد يا مصايب الله / علي أبو عراق

بعد ان قامرت بكل ما تملك وأحرقت جميع سفنها ودخلت في اختبار بالغ الصعوبة بين مداري العشق والأمومة، وبعد أن اختارت الذهاب بعيدا مع العشق وأتباع نداء القلب، قال الكثيرون عن خيارها هذا أنها كانت في حالة تشبه حالات غياب الوعي واستقالة العقل بشكل نهائي والوقوع تحت مس جنون الحب.. في مجتمع شبه بدائي تتحكم فيه التقاليد العشائرية والدينية والأعراف الثقيلة التي لم تترك أي هامش للحريات الشخصية وفي مقدمتها الحب الذي يعتبر فسقا وبدعة وخروجا عن المألوف والمتعارف عليه إذ أن ميكانيكية المجتمع تسير على الأغلب بروح وتقاليد الأسلاف في أطار منظومة الإقطاع والعشيرة.. وما الدين إلا ضابطا في الأمور الجوهرية والأساسية..لم يكن هناك أي حدود أو رفاهية معترف بها وعلى وجه الخصوص في أمور العشق والحب،... سوى الخلوات السرية المحدودة جدا التي يتيحها العمل كجلب الحشائش والحصاد والرعي بقطعان الماشية... وسط هذا العالم الذي يبدو فيه الجميع بذات المصير الذي يطلق عليه هنا في هذا العالم بالقدر.. ولدت وترعرعت وتعذبت وكبرت مع همومها هذه الأم التي كانت شابة جميلة مرحة تعشق الشعر والغناء ولا تكف عن ترديدهما بين صويحباتها كما يقال بمناسبة أو بغير مناسبة فهي عاشقة جبلت روحها على العشق وتشرب طبعها بالهوى..عاشت بصمت كبير قصة حب كبيرة استمرت لسنوات كبيرة أجهضها أهلها بعد رفض من تحب على الرغم من انه خطبها مرارا دون الاستجابة لطلبه... لأن ابن عمها نهى أو اعترض على زواجها بالغريب.. نهى عنها و(النهوة) من اهم القوانين في مجتمعهما.. إذ لا يحق للمرأة ان تتزوج من تريد أو تختار.. إلا بعد أن ينصرف أبناء عمومتها وعشيرتها عن الزواج بها.. وفي حالة تجاوز هذا القانون"المقدس" تشن حروبا وتسيل دماءا.. وتكون الضحية مرة ثانية هي المرأة... فهي هذه المرة (الفصلية ) التي تبرد الدماء التي سالت.. وتزف إلى رجل كيفما كان اخرقا او مجنونا او عاجزا او شيخا.. لا يهم.. فهي فصلية لمعارك اندلعت بسبب( النهوة)... وهذه المتوالية تدفع ثمنها المرأة في الريف دون أي اعتراض او احتجاج... هذه الام العاشقة اغتالوا حلمها وسحقوا قلبها لكنهم لم يستطيعوا إطفاء جذوة حبها ، فعلى الرغم من زواجها من رجل من أبناء عمومتها رفضته رفضا قاطعا لكن التهديد بالقتل أخرسها.. لا خوفا من القتل ولكن خشية من الفضيحة.. ومرت سنين ولم يملئ عينيها او يدخل قلبها هذا الزوج المفروض عليها بالقوة ، لان صورة حبيبها ظلت محفورة في القلب والعيون وكلما تمر الأيام وتمضي توقد يقينا قاطعا أنها خلقت له وهو خلق لها.. ولا تطاوعها روحها أو جسدها بالاستسلام الى زوجها وابن عمها بل كل يوم تزداد بعدا ونفورا عنه على الرغم من أنها شعرت بعد سنوات بان جنينا يتحرك في أحشائها وهو ثمرة العراك الليلي والنزاع الدائم والتهديدات والذي ينتهي بعملية اقرب إلى الاغتصاب.. إزاء كل هذا شعرت أن عشقها... قدر لا مفر منه.. وحاولت ان تنصرف عن زوجها وبيتها بالانشغال في العمل والذهاب الى الهور منذ الفجر لجلب الحشائش لبقراتها ومن ثم القيام بباقي أعمال البيت الشاقة كعمل (المطال) او طحن الحنطة او تهبيش الشلب او الطبخ الخ... وكانت وهي تمارس كل هذه الأعمال تقف صورة حبيبها على جفونها دون ان تفارقها اغلب الوقت.. كانت المرأة متيمة وأقرب للمجذوبة وليست على مسافة بعيدة من الجنون في عشقها الجامح هذا... كان حبا لم تالفة نساء تلك القرية ولا القرى المجاورة وعلى الرغم من انه كان بالغ السرية، لكن كل نساء القرية يعرفن قصتها التي تكون ملح أحاديثهن الغرامية وزاد اجتماعاتهن اللواتي يسرقنها من الزمن.. طبعا دون البوح بها للرجال لان ذلك يعني قتل المرأة دون تردد... وراهنت صاحبتنا كثيرا على الجنين الذي في بطنها في أن ينسيها حبيبها الذي كان هو الآخر قد نزح إلى قرية أخرى محاولا النسيان.. وتزوج بعد أن رآها تزوجت، ولكن دون أن يرحل عن قلبها أبدا.. وبعد ان ولدت طفلا وسيما اسموه حميد وحاولت كثيرا أن توطن نفسها على الاكتفاء بحبه وتنسى او تتناسى أو تتملص من حبيبها وذكراه... فكم كانت تلولي له بعيون دامعة وقلب مشتعل بالعاطفة وكم حاولت ان تستعيض عن الانشغال عن حبيبها بوليدها الصغير الجميل الذي اكتسب الكثير من ملاحتها وملامحها.. ولكن ذلك كان عصي عليها.. وكم انتبهت بعد زمن طويل جدا من بكاء حميد بل وغرقه في نوبات من البكاء الحاد.. وهي سارحة في ذكرى الحبيب البعيد عن العين المقيم في الروح والقلب.. وكم نست أنها ام عليها واجبات الأمومة، ولم تتذكر سوى انها أنثى عاشقة ومكلومة ولا يهمها أي شيء بعد ذلك... وتحكم هذا الصراع الرهيب في حياتها لسنوات عديدة ولكنها بعد ان شعرت بان الاستمرار على هذا المنوال شيء مستحيل قررت أن تعبر الى الضفة الأخرى وتخوض هذا الطوفان الهائج... خصوصا بعد عودة حبيبها إلى قريته من سفره الطويل.. وحينما رأته بشحمه ولحمه زغرد قلبها وانتفض حبها الذي لم يبرد.. وكادت ان ترتمي في أحضانه لولا تجاهله لها والانصراف إلى درب اخر خشية أهالي السلف أو القرية وتلافيا لنقمتهم... ولكنها قررت مع نفسها... أن هذا هو الحد الفاصل بين حياتها في كنف رجل لا تحبه وبين رجل تعبده... وليذهب حميد الى الجحيم ، قالت لنفسها في لحظة انتصر حبها على أمومتها وفاز حبيبها على جنينها فأي معركة رهيبة كهذه... راحت تهلوس باسمه كالممسوسة وتترقب حضوره في كل لحظة... عيونها مشدودة على دربه وقلبها يلهج بأشواقه.. تسال الماء والريح والنجوم عنه وفي يوم مشمس ورائق.. وفي إحدى غدواتها إلى الهور لجلب الحشائش... رأته هناك جالسا في زورقه الصغير يدخن سيكارته وهو سارح إلى البعيد بكل كيانه تماما... هو هو بعينه لا يمكن.. لعيونها ان تتوه عن حبيبها..ولا أشواقها ان تخطأ فيه ، فها هو الرجل الذي زلزل كيانها.. كان ينظر بعمق إلى قرارة الماء دون أن يقصد ربما ليصرف نظره عنها ودموعه تنهمر حارة فتعكر برودة وعذوبة ماء الهور الرائق النقي ،... وارتمت عليه وغابا في عناق طويل أيقظ كل الأشواق والالتياعات الكامنة في روحيهما... هطلت أشواقهما طويلا دون احتباس... صنعت طوفانا من الوجد والصبابة والمشاعر الحارة... أنتجت في النهاية قرارا خطيرا و كبيرا.. وهو الاتفاق على الرحيل غدا إلى المجهول.. ولا يهم ما الذي يحدث بعد ذلك.. دون أن تعرف او تفكر أن حميّد، ولا غيره، مَن يدفع ثمن هذه القرار، هو وحده من يوقظ بصراخه في ليل موحش بارد حتى الموت، صمت الهور الأخرس والذي يجعل البربرة وهم يلاحقون زرات السمك، والعشائر التي تسكن الجزائر وهم يحوكون البواري الطويلة، يصيحون بصوت جريح ينز دمعا وألما وهم يحملونها إلى السفن الكبيرة المتجهة إلى البصرة: حميّد يا مصايب الله..
جلست بعد يوم من هذا اللقاء أمام باب خصها تعد النجوم في سماء أطبق عليها الديجور والبرد القارص منتظرة نجمة الصباح.. وكان وحيدها حميد في حضنها تلولي عليه دون وعي أو شعور والقلق يفترسها.. وزوجها غارق في شخيره.. تنظر إلى جهة محددة لترصد العلامة المتفق عليها بينها وبينه.. وهي سيكارة تتلظى في الظلمة... ويدها على (صرة) زغيرة حوت بعض حاجاتها النسائية البسيطة.. وجاءت اللحظة التي انتظرتها طويلا... فهاهي سيكارته تثقب صفحة الظلام... وبما تبقى لها من قوة حضنت حميد ولفته تحت ملاءتها وقامت... هنا قد حرقت كل سفنها... وتحاملت على نفسها ورمت بجسدها في طرادته.. وانطلقا يشقان الموج والظلام... والريح القارصة تجعلهما يرتجفان من البرد الأزرق إضافة الى الرهبة والهلع... للحد الذي أخرسها ولم تنبس ببنة شفة.. وبعد أن خرجا من منطقة الخطر وتجاوزا حدود السلف.. شعرت بالأمان فراحت تبث شكواها.. ماذا فعلت بي... لقد خبلني غرامك لقد حولتني الى سمكة لا اعيش خارج ماءك.أنا لم اهنأ بطعم نوم في غيابك.. كان حلما ان أنام بين ذراعيك.. لكنه حلم سأحققه الليلة... وهو ينظر إلى وجهها الذي برز مشرقا وسط الظلام الحالك وهي تبث هواها لمح شيئا تحت ملاءتها... فا?تطار شرا إذ خمن أن هناك شيئا غير طبيعي وسألها.. ما هذا الذي تحت ملاءتك؟ قالت، وقد أزاحتْ حافتي عباءتها: هذا حميّد. ما أن سمعَ الكلمة حتى جنَّ جنونه وأوقف الدفعَ فوراً، صرخ: هل جُننتِ؟ كيف تجلبين ابن الناس معك؟ انك بهذا تعطين لأهلك وأهل حميّد سبباً آخر لملاحقتنا وقتلنا. من تظنينني؟ أنا اضعفُ من دجاجة ماء. سيقتلوننا حتى لو هربنا إلى "حفيظ" نفسه... .استشاط غضبا وقال لها بصوت اقرب إلى الصراخ... لا لا أنت مجنونة.. أنت أفسدت كل شيء... لا بدّ أن تعودي بحميّد إلى أهله. لا أستطيع.. لا أستطيع.. قالت، والدمع يزيد خدييها انجماداً بسبب ريح الشمال الباردة، وقد تخلّتْ عن حذرها في الكلام معه: وأنا لا أستطيع أن أتخلّى عن حميّد.. أريدكما معاً. كيف يمكنني أن أهنأ بحياتي وحميّد يموت جوعاً بعيداً عني؟ قال مقاطعاً: مَن قال أنه سيموت جوعاً؟ بالقليل من الفوح سيعيش حتماً. هل نسيتِ أن له عائلة لديه جدة وعمات كثيرات... ألم تسمعي بأطفال ماتت أمهاتهم وقت الولادة ؟ ثم وبطعنات سريعة من مرديه أدار المشحوف. قال سأرجعك إلى بيتك... قالت: دخيلك، دخيل العباس. قال: لا يمكنني أن أهربَ بك وحميّد معك، أما أن تجدي له حلاً أو أن أعيدك إلى زوجك. خذي قرارك قبل أن يبدأ ان ينبلج ضياء الفجر. قالت، بعد أن وضعتْ حميّد في قاع المشحوف: سنعيش معاً، لن يضايقك في شيء، وحين أفطمه سأعرف كيف أعيده إلى أهله. قال لها بحزم ناهرا اخرسي!. عرفت أن كل كلامها لا ينفع معه أبدا.. كان يزبد ويرعد ويتمزق من الانفعال وقد أوقف الطراده في جزيرة صغيرة يحتشد فيها القصب ويتشابك فيها البردي.. وراح بهمة ونشاط يكسر القصب والبردي كي يعمل شاشة صغيرة للطفل حميد.. وهي تبكي بحرقة وألم وتصرخ بين لحظة وأخرى... ولكنها حينما تناول وحيدها حميد صرخت صرخة دامية أفزعت الطيور والخنازير القريبة ففرت ها?بة...لكنه لم يتراجع تناول حميد منها ووضعه وسط الشاشة... ولم يدر بخلدها سوى أن حميد تحول إلى جثة وحبيبها يقوم بعملية الدفن في هذا الفجر الأزرق.. وحينما بدأ بدفع الطرادة ومفادرة المكان الذي تركوا فيه حميد... وغاب منظر الشاشة عن عينيها أطلقت صرختها التي ظلت عائشة الى اليوم يرددها مطربو الريف
" لو أموت لو يرحن عيوني"
وبعد كل هذا لم تتخلى المرأة العاشقة عن خيارها في الرحيل مع حبيبها حتى لو كلفها هذا فقدان ولدها...وانتصر حبها وجسدها على أمومتها... وراح نشيجها يتباطأ رويدا رويدا.. وربما راحت تنظر إلى حبيبها بشغف وترسم صور ليلة قادمة تغفو فيها بحضنه لأول مرة... وبعد ان ابتعدوا كثيرا عن منطقتهم او سلفهم.. قصدوا احد البيوت ودخلوا بيت المضيف كزوج وزوجه.. وقدم لهما المضيف أحسن ما لديه كعادة أهل الريف
وجاء الليل، وهو ما كانا ينتظراه بفارغ الصبر...عشق طويل ضمخته مأساة هدرت فيها أمومتها وكرامتها وإحساسها مرة واحدة... اشتبكا حبا مرات عديدة وحققت حلمها القديم في أن تغفو بحضنه.. ولكن حتى حينما تسطع شمس اللذة في رأسها.. كان بكاء حميد يتناهى لها من بعيد.. فتهز رأسها طاردة هذا الكابوس الذي ظل يلاحقها في أكثر لحظاتها شبقا.. وقضيا الليل حبا على إيقاع كابوس يترصدها دون فكاك... وبعد ان شبع منها... وانطفأت نيران رغبته... وخفتت نداءات الشبق وتحولت في نظره إلى جسد اكتفى من ملذاته.. راح يحاور نفسه ويبحث عن مخرج للهروب.. قال لنفسه.كيف أثق بامرأة باعت أهلها وزوجها وعشيرتها وتخلت عن وحيدها... كيف يمكن أن اطمئن لمثل هذه المرأة لم تكن وفية حتى لثمرة بطنها.. كيف ارتبط بامرأة باعت كل شيء مقابل جسدها... . بعد أن عاد له رشده واستيقظ عقله ً... راح يبحث عن مخرج من ورطته هذه...
وهي من جهتها وبعد ان بردت مجامرها.. راح ثدياها يدران حليبا.. فهو موعد رضاعته... وراحت تتخيل سماع صراخه من بعيد.. وتتخيل أن حيوانات الهور قد افترسته.. فتنشج بصمت خوفا من ان تزعج حبيبها... وأغمضت عينيها واستسلمت لخيالاتها... وانسل هو من الفراش الدافئ بحذر.. واستقل طرادته هاربا... وحينما استيقظت صباحا لم تجد حبها فقد ذهب مع الريح.. وهي الآن وحيدة امام ماساتها الرهيبة المروعة.. أمام أمومتها الخائنة الغادرة التي استيقظت متأخرة جدا... وتحديدا بعد ان سكتت نداءات جسدها وهرب من باعت من
اجله كل دنياها...وراحت تولول وتصرخ دون حرج او تردد من المضيف او أهل القرية.. كانت تصرخ كالمجنونة (حميّد، يا جباشتك نزّلت حيلي) رمت بنفسها في الماء وهي تولول دون ان تنتظر من يقلها راحت تخوض الماء مجنونة دون ذرة من عقل (تسرب ) مرة وتسبح اخرى حيث يرقد حميّد كما تعتقد، ومنهم مَن يصرّ على أنها أرادت إغراق نفسها، والدليل أنها اختارت وجهة الماء العميق.. تبعها السلف المفزوع بصراخها. لم يكونوا يعرفون حميّد ولا حكايته، ولم تكن تجيب أحداً، ومع هذا تبعوها ولكن إلى مسافة قصيرة بعد أن أركبوها مشحوفاً متداعياً وناولوها ?ردياً قصيراً.
لم تبذل جهداً في العثور على الطريق الذي سلكته البارحة في العتمة، فقد استفزتْ غريزتها. كانت تدفع زورقها وعينيها في السماء، تسكتُ لحظة ثم تمدُّ بصرها إلى البعيد وتصرخ: حميّد، (مسواش يا وليدي خلافك).
وصلت الجباشة عند العصر، وهنا جاءت سيّدة الفجائع حين وجدتها خالية إلاّ من آثار قيء أبيض عرفتْ منه انه قيء حليبها... فصرخت صرخة رهيبة ترددت اصدائها على طول وعرض الهور.. صرخة لم تسمع من قبل كما يقول سكان المنطقة بحدتها ووحشتها وحزنها. صرخة واحدة عالية، حميييييييييييد يا مصايب الله...
وصارت هذه الصرخة عنوانا للحزن والفجيعة في كل مناطق الهور... وكلما استبد الحزن بأحدهم وأطبقت على روحه الفجيعة.. يستدعون تلك الصرخة المكلومة والنداء الجريح (حميد يا مصايب الله) وجاء مطربو الريف بعد ذلك لينقلوه في طيات أغانيهم المثقلة بالحزن والشجن... وعلى الرغم من لا احد يعرف أين ذهب حميد.. أو ما كان مصيره..؟ هل غرق في ماء الهور...؟ او أكلته خنازيره..؟ أو وجده احد الصيادين...لكن لا احد يريد أن يخرج الحكاية عن مأساتها العميقة أو سوادها الحالك... فيتوج شجنه بالنداء الدامي لتلك المرأة التي اختارت في لحظة عشق ووله دون تقدير صائب بين عشقها وأمومتها... (حميد يا مصايب الله).