ادب وفن

مصطفى عبدالله.. ذلك الأجنبي الجميل / عبدالله البصري

لم أكن قد تعرفّت عليه سابقاً أو ألتقيته ُ في حياته كلّها.. سمعتُ بإسمه من أصدقائي وزملائي الشعراء.. وتألمت ُ كثيراً لوفاته غريبا ً.. عرفت ُ أنه كان مدرساً لمادة الأحياء في أحدى مدارس الفاو الثانوية في سبعينيات القرن الماضي المنصرم، في منطقة البحار "دورة ابراهيم" وكان شاعرا ضمن موجة الشعراء الستينيين السبعينيين الذين عبّدوا الطريق لنا نحن ابناء الاجيال اللاحقة وبالأخص جيلي والجيل الذي لحق بي..
بعد سقوط الفاشية عام 2003 قرأت له بعض النصوص التي نشرها أصدقاؤه هنا وهناك..ثم فرحت كثيرا وأنا أقتني كتابه الرائع "الأجنبي الجميل" بتلك المقدمة الضرورية التي كتبها صديقه ُ الحميم الشاعر عبد الكريم كاصد بعنوان "ثمن الشعر".. قرأت ُ الكتاب بشغف وحب ورحلت مع كل قصائده بسرحات كثيرة أعادتني الى زمن السبعينيات وأواخر الستينيات.
أحبتي الحضور الكريم ..
في ملتقى جيكور الثقافي عقدنا العزم على الاحتفاء بمبدعينا البصريين ،مهما كانت اتجاهاتهم ورؤاهم لأنهم رموز البصرة وقناديلها في كل ليلة ..كما عقدنا العزم على إشاعة ثقافة التسامح والمحبة وبفكرة رائعة من أحدنا ارتأينا استذكار شاعر ٍ مبدع أكلته الغربة بكل معانيها .. غيّبته جسدا الى غير رجعة .. لكن ظلت روحه ُ وحكاياته ُ وضحكاته وهمساته ُ وكلماته ُ وقصائده ُ حية ً بينهم وبيننا.. اليوم نستذكر الأجنبي الجميل بكل شيء .. الأجنبي عن أرض ٍ عاش ومات عليها والأجنبي الجميل عن ناس ٍ عاش ومات بينهم والأجنبي عن زمن عاش ومات ف?ه كان من أقسى الأزمان وأشدها عذابا على روح الإنسان الشاعر..أنه مصطفى عبدالله ذلك الجنوبي الرائع الذي يحمل طيبة الجنوب وهدوءه وابتسامة نخيل ابي الخصيب لكل وافد إليه.