ادب وفن

شعر جميل.. وقلب ابيض / أنس عبدالله*

الحفل الكريم أسعدتم مساءً
أشكر لكم تلبيتكم للدعوة الكريمة لحضور هذه الأمسية .. كما أتقدم بالشكر الجزيل للأخوة في ملتقى جيكور الثقافي لألتفاتتهم الجميلة لتنظيم هذه الأمسية ..
أيها الحضور العزيز..
إليكم شهادة "أحمد بوغابة" مثقف من المغرب العربي، عاش مع مصطفى عبدالله ..
أتحدّث بحماس المراهق، فيرتفع صوتي وكأنني ما زلت ُ في حلقة الطلبة. يجيبني بصوتٍ منخفض ٍ وبهدوء الحكيم ،فتتسرب ُ كلماته ُ الى فؤادي دون مقاومة ٍ فتحتويني..تعلمت ُ منه ُ
فن المحاورة الهادئة ..ولأنه ُ ملتزم ٌ فكريا، سياسيا، أدبيا ً، فنياً، اجتماعياً.. مات ضحية الإلتزام.. إلتزام بالزمن... هذه سطور ٌ قصيرة ٌ من شهادة، أحد مدرسي ّ "ثانوية التقدم" في مدينة القنيطرة وهذا انطباعه الحقيقي عن شخصية مصطفى في أوّل أيام قدومه الى المغرب ..
*
لمصطفى أشعارٌ جميلة وقلب ٌ أبيض، وأغاريد صافية لأطفال أبرياء، لمصطفى فن رفيع وخلجات كبد مرهف ، يعشق الكلمة ويغني للناس البسطاء، لم يبن ِ لنفسه سكنا، فسكنه قصائده.
لم يطوّق عنقه يوما بربطة عنق، كان يكره الاختناق ويرتشف جرعات الشاي الأسود، ثم لا يتوقف عن الكتابة.. هو ذا مقعدك الآن شاغر ٌ يا مصطفى في مقهاك المفضل، شايك الأسود.. نقاشك العميق.. أسرتك الصغيرة .. تلاميذك... أصدقاؤك.. ضحكتك الرائقة.. مشيتك السريعة.. وطموحاتك الكبيرة..
*
مصطفى أنشودة ٌ حزينة.. مصطفى قصيدة.. مصطفى الفقراء والبسطاء والشعراء. هكذا نأتي إليكم من دروبنا الغافية، الضيقة، المهملة..بشعوبنا وهشاشة عظمنا، نحمل للعالم فنا زرعناه إبداعا، يسجل بعضاً من تأريخ هذا الانسان العظيم . وهكذا من المحيط الى الخليج ، يرفرف حب مصطفى، على هذه الأرض الطيبة، أرض البطولة..
ستظل روح مصطفى مرفرفة ً في فضاء الوطن ، ترقب مسيرتنا..
ــــــــــــــــــــــــــ
*شقيق الشاعر مصطفى عبدالله