ادب وفن

إبراهيم الحريري وتجاربه الإبداعية في ملتقى الخميس / غالي العطواني

احتفى ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الاسبوع الماضي، بالكاتب والصحفي المعروف إبراهيم الحريري، الذي تحدث عن سيرته ومنجزه الإبداعي في الأدب والصحافة أمام حشد من المثقفين والأدباء والناشطين السياسيين، يتقدمهم عضوا المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيقان رائد فهمي وجاسم الحلفي.
أدار جلسة الاحتفاء التي أقيمت على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد، الناقد التشكيلي د. جواد الزيدي، الذي قدم سيرة المحتفى به مبينا انه ولد في بيروت عام 1937، لأب عراقي وأم لبنانية، وهاجر مع عائلته إلى العراق عام 1950.
وأضاف قائلا: "انهى الحريري دراسته الابتدائية بامتياز وبرتبة الشرف الأولى، ثم ترك مقاعد الدراسة ولم يعد إليها اطلاقا. وقد مارس مهنا عديدة من بينها الحياكة والصباغة".
ولفت الزيدي إلى ان الحريري اشتغل منذ وقت مبكر في ميادين الثقافة والأدب، و"لم يكن صحفيا وحسب، بل كان شاعرا وروائيا، طرز خزينه الفكري والثقافي على شكل أسطر علقت في أذهان قرائه".
وتابع قائلا: "عمل الحريري محررا في جريدة "اتحاد الشعب"، ثم عضوا في هيئة تحريرها، نهاية خمسينيات القرن الماضي، وكتب في العديد من الصحف العراقية والكويتية واللبنانية، ومارس مختلف فنون الكتابة الصحفية، كالمقال، الخبر، العمود، التحقيق، والريبورتاج".
بعد ذلك تحدث الحريري عن منجزه الابداعي، وقال: "قليل جدا من يعرف اني كتبت الشعر. فقد كانت بداياتي في كتابة الشعر عبارة عن محاولات بدأت تنمو في مخيلتي بشكل مبكر، حيث قرأت جزءا من هذه المحاولات في مناسبات اجتماعية وعائلية. وأولى محاولاتي الشعرية الجادة كانت في السجن عام 1956"، موضحا انه بعد ثورة تموز عام 1958، نشر العديد من قصائده في جريدة "البلاد" التي كان يديرها فائق بطي ورشدي العامل.
كذلك تطرق الحريري إلى فترات القلق والتردد والاحتراس من الانظمة الدكتاتورية المبادة، وقال: "نحن التقدميين تميزنا بمقاومتنا القلق عبر أعظم أشكال المقاومة، وهو جهاد الذات والكتابة".
وتابع قائلا: "الكتابة تعد جزءا من حياتي، وانعكاسا لتجارب عديدة ومنوعة، وهي التي انقذتني من هاجس تدمير الذات، ومنحتني القدرة على السير من جديد في تيار الحياة بعد نكسة شباط الأسود عام 1963".
وتحدث الحريري عن قصيدة أرسلها إليه الشاعر بلند الحيدري قبل أسابيع من رحيله، وهي بعنوان "خطوات الغربة"، مبينا انه بعد أن قرأها تركت عليه تأثيرا كبيرا، ما دفعه إلى أن يكتب قصيدة بعنوان "يا رب هبني" ويبعثها إلى الحيدري.
وقرأ الحريري على مسامع الحضور قصائد من ديوانه الجديد "على حافة الشعر" ونصوصا نثرية من كتابه "الاغتيال"، وبعضا من أشعاره التي نشرها في مجلة "الطليعة الأدبية" الكويتية، حيث منفاه.
وعلى هامش الجلسة قدم عدد من الحضور مداخلات عن منجز المحتفى به، وهم كل من الشاعر ألفريد سمعان، الموسيقي ستار الناصر، الكاتب سعدون هليل، والروائي أسعد اللامي.
وفي الختام قدم الرفيق جاسم الحلفي باقة ورد للحريري باسم الحزب الشيوعي العراقي، وقدم له الشاعر ألفريد سمعان لوح ابداع باسم ملتقى الخميس.