ادب وفن

«وهن الحكايات» في اتحاد أدباء البصرة / واثق غازي

في احتفاء كبير في اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة السبت 24 / 1 / 2015 وفي تقليد جرى عليه الاتحاد في تكريم مبدعيه تم الاحتفاء بالروائي المبدع «أحمد السعد» بمناسبة صدور روايته «وهن الحكايات» وفوزها بجائزة الدولة للإبداع.
قدم الجلسة الروائي جابر خليفة جابر معرفا ً بمضمون الرواية قائلا :»ً رواية الأستاذ احمد السعد وهن الحكايات، تتضمن متناً متعدد المتون أو رواية تضم عدة روايات، فهناك رواية علاء وهديل ورواية الاحوازية نورية وابنها حسن دارم ورواية عبدالخالق الفنان وكوثر، كما أنها تتضمن عدة مؤلفين وفيها يتداخل الشك باليقين الحكائي، نحن فيها بين المحو والإثبات، ومما يؤخذ على العمل هو أن فنان الغلاف لم يقرأ الرواية على ما يبدو فجاء الغلاف بعيدا عن المتن كما أن عنوان الرواية قد لا يكون منسجما مع المتن أيضا وقد استند الراوي على مادة تتكون من شريط تسجيل وقرص مدمج ودفتر مذكرات، لكنها ضاعت وكتبت الرواية على ما بقي منها في الذاكرة». ثم تحدث الروائي أحمد السعد عن تجربته في كتابة الرواية، خاصة أنها روايته الأولى، وتطرق الى عوالم السينما التي أبدع فيها أيضا.
وفي تفاعل من الحضور أسهم عدد منهم في مداخلات أغنت الجلسة، منها ما هو معد ومنها ما هو احتفائي صدر بعفوية ومحبة، فقد تحدث الشاعر عبد السادة البصري في الشق الثاني من مداخلته:»الرواية في البصرة.. علينا ان ننتبه جيدا لتطور الرواية وانتشارها بشكل كبير بعد 2003، اذ لم يكن في البصرة غير روائي او اثنين او ثلاثة قبل هذا التاريخ، أما بعده فإننا ازاء كتاب روائيين كثر، استطاعوا ان ينافسوا روائيي العاصمة وغيرها وان يحرزوا مراكز متقدمة في المسابقات داخل وخارج العراق في البصرة.
وأضاف: اليوم أكثر من 20 روائياً، حيث أن جميع كتاب القصة قد تحولوا الى الرواية وهذا دليل عافية وازدهار، وأنا أدعو السادة النقاد الى الانتباه الى هذه الظاهرة والكتابة عنها لأنني جد فرح بها وبانجازاتها الابداعية».
ثم تحدث الأستاذ القاص محمد خضير، واصفا ً «عمل أحمد السعد بأنه عمل خارج قوس الرواية، وأن فيه برهان «خُلف»، وتساءل الأستاذ محمد خضير حول الكيفية التي اهتدى من خلالها الروائي على هذا البرهان.
ثم قدم الناقد: جميل الشبيبي ورقة نقدية جاء فيها:»تبنى رواية «وهن الحكايات» للروائي احمد إبراهيم السعد على توالد الحكايات وتشظيها، وأيضا بتعدد أحداث الحكاية الواحدة وتعدد أسماء شخوصها، وتسرد هذه الحكايات من خلال أجهزة صوتية كالمسجل والقرص المدمج، إضافة إلى دفتر مذكرات، لكن المؤلف الضمني يعترف بفقدان هذه الأجهزة، مما يدفعه الى تأليف روايته اعتمادا على ذاكرته، الأمر الذي يعطيه حرية الإضافة والحذف والافتراض بحدوث الأحداث أو نقضها بما يشكل تشكيكا في واقعية الأحداث وعلاقتها بالواقع المعاش. وينهض سرد الأحداث ويتشعب من خلال ساردين، بضمائر ووجهات نظر متنوعة، الأمر الذي يعطي السرد حيوية، وقدرة على التوصيل والتشويق. ففي البداية نتعرف على حكاية الفتاة المشلولة صاحبة الأسماء المتعددة بتعدد حكايات العثور عليها، وتسرد أحداث هذه الحكاية او الحكايات بلسانها بالاستفادة من السرد الشفاهي الذي يعتني بأدق التفاصيل وتشعباتها دون هدف واضح، غير أنها تتخذ لها مسارا يحاذي مسار الحرب وبعلاقة مباشرة بأحداث هذه الحرب، الأمر الذي يلقي ضوءا على ويلاتها ونتائج احداثها الدموية على شخصيات بسيطة لا علاقة لها بالحرب ومسببيها. وفي الحكايات الأخرى يستثمر القاص تقنيات عديدة، أهمها اللقطات السينمائية المقربة التي تعطي الشخصيات الثانوية بشكل خاص حضورا من خلال إضفاء صفات قارة عليها ومن خلال تقريب ملامحها، او أفعالها المشخصة، وبذلك يحافظ الروائي على حضور شخوصه في ذاكرة القارئ مهما تشعبت الاحداث ونأت عن تلك الشخصيات، وهذه التقنية، تضفي على الأحداث حضورا مشخصا وقد استثمرها الروائي في العديد من قصصه القصيرة، وهي من تقنيات القصة القصيرة، حيث التكثيف العالي للحدث واستنفار الجملة القصصية الدالة الساطعة. وينهض عالم هذه الرواية بموازاة العالم الواقعي يغترف من أحداثه الغريبة، ويفارقها في آن، في تشابك وتفارق دائمين، ويكون للمخيلة دور حاسم، يتضح ذلك من ضخ مستمر للاحداث التي تجري في أماكن متفرقة «الأهواز، البصرة، القاهرة، طهران وغيرها»، وبتعدد الشخوص وأمزجتهم وتحولاتهم العجيبة والسريعة، وكل ذلك عبر سرد حي، ينقل المتلقي من عالم ريفي محدود الأفق إلى ضجيج المدينة وحركتها الضاجة وشخصياتها الإشكالية. إن رواية «وهن الحكايات» انجاز روائي عراقي متميز، يمتلك مقومات الرواية العراقية الجديدة التي تمتلك مواصفات النتاجات الجديدة في الرواية العربية».
بعد ذلك قال القاص باسم القطراني:»اعتمد الروائي أحمد السعد على تقنيات متعددة في السرد وكذلك تعدد الأصوات في الرواية بالإضافة الى اللغة الشعرية السلسة وتجاوزه لغة كاتب القصة القصيرة الى لغة روائية رصينة