ادب وفن

ذكرى الشهادة / ألفريد سمعان


في كل عام.. تعود الينا
تفرش اجنحتها علينا
تضعنا امام صفحة حزينة.. ومشرقة في آن واحد
ترسم جراح الماضي الملّبد بالآلام على صفحات
التاريخ..
تتوهج في آفاق مفتوحة
تلّوح برايات معطرة بالصمود والدماء
والاصرار على الموقف المهيب المبجّل
تتصاعد ترانيم التحدي
تقول لنا:
لقد حملنا الراية ووضعنا النقاط المشرقة
على الحروف الهائمة
وتقول ايضاً
تركنا لكم بصمات ملتهبة
وارغمنا شفاهنا على الالتصاق والصمت
لم نفرط بحروفنا
وشجوننا
حلقت حولنا فراشات الامل
رؤفت على احزاننا ومضات الامانة
التي اقسمنا على التصدي للعذابات
واحتواء عسل الامنيات التي طرحت امامنا
ولكننا.. لم نتغير.. لم نسمح لشفاهنا ان
تتخلى عن صمتها
وعن اجسادنا.. صرخات السياط
التي كانت تنهال مشحونة بالحقد والتعسف
والعذاب
لقد صارعنا السنوات.. التي
ضجت بالاحزان
حاولت ان ترغمنا على الركوع
ولم تستطع
تنوعت ألوان الرعب
ولكنها لم ترغمنا
على الاستسلام
أجل
كانوا ابطالاً اولئك الجبابرة
الذين امتدت اليهم ايادي الرعونة والعمالة
للاسياد الغرباء.. سراّق البهجة.. الذين
جاؤوا على سفن الاستعمار والرجعية للانتقام
وارغام الطلائع الثورية على الاستسلام
لم يكن لدى تلك القرابين الاستثنائية
سوى الاساليب التي اعتمدوها ونفذوها
في شتى بقاع العالم
ولكنهم ارتطموا بدروع الصمود
واسوار التحدي
اولئك الذين امتحنتهم الاحداث
وحملتهم الى موائد اللهب والعنف
والاحقاد
واصبح كل جسد شريف هدفا لشهوات
الحاقدين اعداء الحب.. والابتسامة
والحياة
شهداء الامس.. قرابين الحركة الثورية والطغاة
ابطالاً لن تخذلهم الذاكرة
لن تلفهم عباءة السنين مهما حاولت
لن تغيب صورهم المتألقة.. وسواعدهم
التي عرفت كيف تتعامل مع رايات النضال
وتتوهج لاذابة ظلام الحقد
وتمسكت بمشاعل التحدي
ايها الابطال
تظلون في قلب الذاكرة
وعلى شرفات العطاء
وفوق القمم
عهدا نعلنه.. سنبقى على خطاكم
مع اناشيدكم
من اجل الحرية وكرامة الانسان