ادب وفن

قصيدتان / ضياء حميو

حبة رز
كنتِ تنقرين بطرفي إصبعيكِ على الطاولة، عندما خرجتُ من بينهما راقصا.
كان المقهى اسبانيّا وكذلك الموسيقى.
رقصتُ لك لتبتسمين، وانا الصغير بحجم حبة الرز..
وحين تعبتُ اتكأتُ على حافة كوب قهوتك.
هممتِ بالمغادرة، وانتظرتُ ان تأخذيني معكِ
لكنك دفعتِ الحساب وتركتيني وحيداً.
لِمَ نقرتِ باصابعكِ،؟ لِمَ أخرجتِني من بين الأصابع،؟ لِمَ لَمْ تأخذيني معكِ!؟
هذه الاسئلة أنهتها فوطة النادل، ملقيةً بي الى حافة الحائط، حيث ثقب صغير، تحملني الى داخله ست نملات، سرن بي عميقا وبعيدا. في أذني نقر اصابعك وموسيقى اسبانيّة، كنتُ اتراقص على ظهر النملات، سعيدا برحلةٍ في جوف الأرض . لن احزن اذا ما رقصتُ لاحدهم وتركني وحيدا.
لكن النملات المسكينات خُفن، وهكذا، قذفنني بعيدا الى سطح الارض ثانيةً.
أه، سأعود ثانيةً إلى اؤلئك الذين أرقص لهم كي يبتسموا، ولكن، سيتركونني وحيدا في كلّ مرة.
سجادةُ الحب
تأبّطَ سجادته كما اعتاد منذ سنين،ٍ كلَ فجرٍ صوبَ الجامع.
في فجرِ ذلك اليومَ رأى ظلَّها يتّشحُ بنورٍ خافتٍ في شباكٍ بعيد، ابتسم له الظلُ والنورُ، وتخيل يداً لوٌّحتْ له وكركرات صوتٍ مغناجٍ تقول :- تقبّل الله، شيخنا.
دخلَ الجامعَ وفرش سجادته، تعوذ من الشيطان،وهمّ بالصلاة ، لاح له وجهُها جهةَ القِبلة كشهابٍ خاطفٍ..!؛
صارتُ السجادةُ بساطَ ريحٍ حملته الى الأعالي صوبَ نافذتها.
مُذ ذك اليوم، لم يشاهده أحدٌ في الجامع، وكلما ذُكر اسمه ، يعلو همسُ المصلين:- " لاحول ولا قوةَ الا بالله، جُنَّ الشيخ، وتركَ الصلاة".
ولكن ..! وحده الله يعرف انه لم ينقطع عن صلاته أبدا.