ادب وفن

مختارات من قصائد الشاعر دينار السامرائي

أيها الوطن
كدر أنت
لا سماؤك تصحو
لا ولا نجمك المؤمل يطلع
فلماذا تريدني ان اغني؟
فأغني..
قلعة السلمان
لا برجها يهدي
ولا كوكبها مسحور
ولا روابي قصرها بلوّر
ولا على الشطين مفتوحة
من أنت ؟
حتى تأمري بالعبور
من بابك العالي
هل ان هذا الباب
باب العراق ؟
حتى نوفيّه بقايا النذور
يا قلعة مغمورة بالدهور..
طال بنا الليل الى المرفأ
وما حسبنا ان هذا العبور
يومي اليه نجمك المطفأ
من بعد ما غامت سماء العراق
جئناك في العشرين من آذار
جئناك والدنيا بلا أخبار
جئنا ولا تسألي
لعلنا نلقاه بين الصخور
هذا الذي يدعونه بالعراق..
1966سجن السلمان
زيارة في يوم عاصف
سيدي اني أتيت!!
سيدي اني أتيت
حاملاً معطفي النيلي
من بيت لبيت
سيدي اني أتيت
حاملا وجهي البريء
فلتقل لي؟!
كلما جئتك
أطفأت القصيدة
وتعثرت ببابك
أعطني صوتك ساعة
وأنا سوف أغني
أعطني وجهك ساعة
وانا سوف أضيء
وامتحنّي...
1969
الحمامة
للحمامة ما تشتهي
من الأضرحة
قد تنام وقد لا تنام
انها حرة
إنما
أيبقى الهديل هديلا ؟
ويبقى الحمام
حماما
بلا أجنحة..
1985
كوني هادئة
لا تضطربي
فجميع طيور الكون
حين يجيء الموت
من دون رصاص أو سكين
تبقى ساكنة
حتى يوم الدين
......
أما القتلى من أمثالي
حين يجيء الموت
نتعوّذ من شر الوسواس
أو الخنّاس
أن لا يدخل هذا الرصّاص
صدور الناس.
في ساحات الإعدام
قانون عام
لا يشبه قانون الغاب
كلّ القتلّى
متساوون أمام القانون
عشر رصاصات تكفي
في هذا العصر
عصر الثورات المكسورة
ويجيء الموت
كوني ساكنة سيدتي
ما دام العدل هو العدل
في هذا الوطن المختل العقل
فليدفع ثمن الرصّاصات
الأهل..
2003
الساعة
قد يخطئ الفلك
وتستدير ساعة الجدار
لليسار
ويستوي الشيطان
والملك
ونبتدي اللعبة من أولها.
فكلما ساقطت الأشجار
من ورق
وعتمة الغسق
لا تحجب السرّة عن مكانها
وكلما تبدين من قلق
وكلما تخفين من نزق
سأقرأ الصورة من اولها
فكلما قد مرّ وأحترق
عاد على الورق
قصيدة غامضة
شديدة القلق
2005
عاصفة رملية
اذا ما انزاح نصف الليل
تنطفئ المصابيح
ومصباحك لا تطفئه الريح
ولا تطمره الريح
فكل الليل في السلمان
نجم وتباريح
تسلقت الثريا حائط السلمان..
في الساعة الفلانية
وروح بعدها الميزان في ساعة
وإن أنت تلفلفتِ
بهذا المعطف الملقى على الكرسي
وأغمضتِ....
عيونك نصف إغماضه
فقد لا تعصف الريح
وقد تعصف حتى الموت
حتى ان مصباحكِ
هذا النزق المفتون
قد تطفئه الريحُ
ولا تشعلهُ الدنيا
ولا أنتِ
اذا أنت تلفّتِ
تمر النجمةُ العرجاء ملتاعةٌ
أبوها مات !
لكن ليس في المنفى
فهذا النعش غير مضرّج بالدم
طعينا مات.. أم أتعبه الممشى
فقد يسقط حتى فارس الفرسان في ساعة
وقد يخذله سيفه
.....
تدوّي الريح تعوي
انني أشتاقك الليلة
أريدك هذه الليلة
أقبل كتفك العاري
أبقّي "وشمة" فيه
لتبقى ثم تبقى يا سموم الغيرة الرعناء
يا طعناتها الأولى على قلبي
.......
تدوّي الريح... تعوي يا صحارى
يا جنوبية
أيبقى الموت في المنفى وتبقى الريح؟؟
لا.... لا
سوف آتي ليلة في المعطف النيلي
ملتفا وملتفا
فخلي الباب مفتوحا..
1967 سجن السلمان
البلد الآمن
هذا بلد آمن
الطير به آمن
والصياد به آمن
والموت به آمن
فاختاري موتا
ترتاحين به
او كحلا
من أي رماد
فبلاد النهرين رماد
وسواد أحلى
من أي سواد
وخراب أحلى
من أي خراب
هذا وطني!!
أبواب مفتوحات
خير ؟
أم بلد موصود الأبواب..
2004
دينار السامرائي
سيرة حياة صاخبة بقلم الشاعر
ولدت في مدينة سامراء عام١٩٣٤..
- درست الابتدائية والمتوسطة في سامراء والثانوية في بغداد..
- لم أكمل الدراسة بسبب المطاردات السياسية لإنتمائي للحزب الشيوعي مبكراً..
- طوردتُ وأُوقفت وسجنتُ كثيراً في جميع العهود السياسية التي مرٌت على العراق.
- أصبحت عضواً في الحزب الشيوعي العراقي عام ١٩٥٤
- عينت موظفاً في وزارة التربية بعد ثورة ١٤ تموز وفصلتُ بعد عام ١٩٦٣لمدة خمس سنوات.
- نلت الجائزة الثانية للقصة القصيرة في العراق عام ١٩٦١.
- عدت للوظيفة عام ١٩٦٨.
- عضو اتحاد الأدباء عام ١٩٦٩.
- توزعت حياتي بين الحزب والشعر وما زلتُ حيّا أُرزق.
دينار السامرائي
بغداد في ٢٤ آذار ٢٠١٥