تعرض الشاعر عبد الامير الحصيري للإهمال البحثي، الأمر الذي أدى الى تغييبه عن كثير من الدراسات الجادة التي تناولت الشعر العراقي، ويرى الباحث فاضل عبود خميس أن تغييب الحصيري وتهمشيه يعود الى انه لم يقم وزنا للعلاقات الثقافية في الوسط الأدبي, اذ كان جادا في كشف أمية البعض وتعريته. المؤلف من جانبه أكد أن صور عبد الأمير الحصيري الاستعارية بما تكتنزه من الايماءات والدلالات الثرية, تحتاج في عملية فك رموزها وشفراتها الى قراءة صابرة ومتأنية وصولا الى المعنى العميق المرافق لكل تعبير استعاري ناجح.

ضم الكتاب ثلاثة فصول:

الأول: الشخص في الصورة الاستعارية.

يتناول الفصل عشرة عنوانين مهمة وهي كالآتي:

تشخيص المعنويات، لوحة تموز ، لوحة الشعر، لوحة الغزل، لوحة الحلم، تشخيص المحسوسيات، لوحة الضوء والظلمة، لوحة الخمرة، لوحة الفجر.

الناقد س دي لويس جعل كل صورة شعرية بدرجة ما استعارية . ان النظر المدقق لأية استعارة لايمكن ان يخفى عليه تأثير الحواس فيها بطريقة او بأخرى , ويطابق هذا القول تقسيمات علمائنا القدامى للاستعارة التي تستثمر الجانب الحسي لتقيم به "جسرا مابين الموضوعي والتفكير المجرد ففي داخل هذه الصورة يجري تركيب هذه الصورة".

يرى كولدرج ان نبوغ الصورة يتجلى في كونها ناقلة للعاطفة والخوف والرغبة والكراهية والأسى.

الفصل الثاني: تحدث عن التجسيم في الصورة الاستعارية:

تجسيم المعنويات، تجسيم المحسوسيات، تجسيم الانسان.

ان تأمل الصورة الاستعارية التي اسفرت عن عمليات التجسيم بمتظهراتها المتصلة بالمعنويات والمحسوسات والإنسان يظهر الحسي، يمثل قاسما مشتركا في بناء تلك الصور وتشكيلها اذ لايمكن ان توجد الصورة بمعزل عن اصلها المحسوس .

الفصل الثالث تحت عنوان الحواس "في الصورة الاستعارية" ويضم العناوين التالية :

الصورة البصرية، الصورة السمعية، الصورة الذوقية، الصورة اللمسية، الصورة الشمية،

تراسل الحواس.

ارتبطت الصورة الحسية بالخيال ودوره في استحضار المحسوسات وتجسيمه . ان الدائرة التي تمتد فيها الصورة الاستعارية , دائرة بالغة السعة.

خاتمة الكتاب ركزت على 13 نقطة اهمها حسب الباحث التزام الشاعر عبد الامير الحصيري بهموم الانسان والوطن والأمة وقضاياها وانه قد حقق الوحدة الشاملة بين دقائق الوجود موضوعيا.

الكتاب يقع في 176 صفحة وهو من اصدارات المؤسسة الوطنية للتنمية والتطوير .