ادب وفن

تكريم الفنان جواد الاسدي في وطنه الأم / طه رشيد

كرّم منتدى المسرح الفنان المغترب جواد الأسدي، الذي زار العراق أخيرا بعد سنين طويلة عاشها في الغربة.
وجرى التكريم خلال الحفل الذي أقامه المنتدى، الثلاثاء الماضي، على خشبته في منطقة السنك وسط بغداد، في مناسبة إعادة افتتاحه بعد ترميمه.
ويشكل الفنان الأسدي حلقة وصل بين مسرحيي الأمس واليوم، وحلقة فاعلة بين الفنانين العراقيين المغتربين وزملائهم في داخل الوطن، وكان قد غادر العراق منتصف سبعينيات القرن الماضي. وقد درس المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة، وأكمل الدكتوراه في جامعة صوفيا، ولم يتوقف عن التجريب في الإخراج المسرحي، وتنقل في ما بعد بين فلسطين وسوريا وبيروت والقاهرة، وقدم هناك أجمل التجارب المسرحية في العالم العربي.
وقطف الأسدي جوائز مهمة في مهرجانات عربية ودولية. ومن المآثر التي تحسب له، تقديم مسرحيته "المجزرة ماكبث" مطلع التسعينيات في بغداد، دون أن يحضر هو نفسه من مغتربه الأردني، لأنه لم يكن يستطيع العودة إلى بغداد من دون أن يتعرض إلى خطر الاعتقال وما يليه..!
كذلك قدم الأسدي مسرحيات جسد أدوار البطولة فيها فنانون عرب، أصبحوا في ما بعد نجوما في الدراما العربية، وخاصة السورية. إلا انه كان يلح على الهاجس العراقي الذي يغلف أعماله، وبضمنها عمله الأخير "حمام بغدادي" الذي جسد أدواره فنانان عراقيان، هما عبود ضيدان وحيدر أبو حيدر. وقد عرض أخيرا في تونس بعد أن جرب تقديمه مع فنانين عرب. ويتحدث الفنان المغترب بمحبة كبيرة عن عمله الاخير، لأنه كان "مشغلا " عراقيا بالتمام والكمال.
وزار الأسدي بلده العراق حاملا معه مشروعا طموحا لفتح الحدود امام المسرح والفن العراقيين، لا سيما انه يمتلك في بيروت "مسرح بابل" الشهير.