ادب وفن

المسرحي غالب العميدي: المسرح مدرسة نتعلم منها ومنبر يتعلم منه الآخرون / حاوره : كاظم السيد علي

غالب العميدي.. اسم لامع في سماء المسرح الحلي..عرفناه ممثلا ومخرجا متميزا بخطه الفني الجميل في مدينته الحلة، عاش وترعرع فيها وعاصر كبار فنانيها. ومازال يرفد الساحة الفنية بإنتاجه المسرحي لتسليط الضوء على تجربته كان لنا هذا الحوار:
 كيف كانت الخطوة الأولى نحو الفن المسرحي؟
-كانت الخطوة الأولى في المدرسة الابتدائية يوم كنا نقدم مشاهد في ساحة المدرسة.. من هنا بدأت أستشعر أنَّ في رغبة في فن التمثيل..
 ماذا يعني لك المسرح؟
-المسرح هو عالم الصفاء والنقاء عالم المحبة والرابطة الاجتماعية.. هو عالم الثقافة.. عالم المعرفة المتنوعة.. عالم التعب اللذيذ.. المسرح مدرسة نتعلم منها ومنبر يتعلم منه الآخرون.. في المسرح تتجسد التضحية ونكران الذات والشعور بالمسؤولية تجاه شعبك ووطنك والإنسانية.
 وماذا شكل في حياتك؟
-وضعني المسرح أمام مسؤولية أن أتعلم من أجل الآخرين.. واليوم يشكل المسرح بالنسبة لي العالم الذي أستنشق فيه الحرية لأقول ما أشاء.
 وماذا استفدت منها؟
- فائدتي من المسرح هي أولاً إني تعلمت الكثير وزادني معرفة وثقافة.. منحني أفقاً واسعاً في سعة التفكير.. منحني أصدقاء وزملاء لا يتكررون.. عرفني بجمهور رائع.. منحني فرصة الإطلاع على التجارب العالمية.
 ما هو أول عمل قدمته؟
- أول عمل مسرحي أعتبره البداية الفعلية هو مسرحية "أفراح السلف" تأليف الراحل هادي التميمي وإخراج معلمي الأول سلمان نعمة عام 1973.
 ماذا عن المسرح التجاري، هل أنت راض عليه باعتبارك مسرحيا ومخرجا؟
- إن من الظلم أن نطلق إسم المسرح على ما يعرف بالمسرح التجاري اليوم.. وذلك لأن هذا لا يمت إلى المسرح بصلة فهو تهريج وضحك على الذقون وسلب لما في جيوب الناس.. هذا ليس مسرحاً إطلاقاً.. أما المسرح الشعبي الملتزم فذلك مسرح مهم ومطلوب هدفه تثقيف الناس وتوجيهم وطرح مشاكلهم.
 كم عدد المسرحيات التي مثلتها؟
- مثلت بما يقرب من 70 عرضاً مسرحياً.. توزعت على بابل والمهرجانات المسرحية في بغداد والبصرة والقادسية ونينوى وكربلاء والنجف وذي قار وميسان وواسط وكركوك وكذلك في الكويت.
 والتي أخرجتها؟
-أخرجت 15 عرضاً مسرحياً فضلاً عن العديد من المشاهد في مناسبات مختلفة.
 أحبها الى نفسك؟
- كل أعمالي قريبة إلى نفسي ويبقى لمسرحية الرقم 3742 طعمها الخاص بموضوعها وأناقتها.
 ما تصوراتك للنهوض بواقع مسرح الطفل؟
- كتبت لمسرح الاطفل أكثر من ستة نصوص وأنا أرى أنَّ تربية الجيل الجديد تعتمد على فن المسرح ومن أجل النهوض بهذا الواقع علينا اولاً الإهتمام بالبنية التحتية.. وذلك لعدم وجود قاعات وليس هنالك دعم حكومي.. ولنا في مديرية النشاط المدرسي في بابل تجربة مهمة في هذا المجال إذ أن هذه المديرية تنتج سنوياً مايقرب من 60-70 عرضاً مسرحياً منذ عام 2003 ولحد الآن وهذه العروض موثقة بالصورة والصوت.
 هل حقق غالب العميدي طموحه في المجال الفني المسرحي ؟
- مهما نقدم في فن المسرح يبقى الطموح كبيراً لتقديم المزيد.. نحن في المحافظات نناضل من أجل المسرح وعلى الرغم من كل ماقدمناه نشعر أنَّ في داخلنا الكثير ولكن ليس باليد حيلة إذ لا قاعات، لا دعم، لا إهتمام، لالالالا.
 لا يوجد مسرح في الحلة هذه الأيام عكس ما كان عليه في السنين الماضية.. هل توافقني الرأي، برايكم ما هي أسباب انتكاسته؟
- إذا كان المقصود عدم وجود بناية.. نعم لا توجد وقد تعبنا كثيراً من مراجعاتنا من أجل إعادة بناء قاعة التربية إلا أن مجلس المحافظة بكل دوراته قد أصم أذنيه للإستماع وكذلك كل الجهات المعنية.. أما إذا كنت تقصد فن المسرح فأنا أختلف معك ففي بابل فن مسرحي متقدم وهناك إنتاج مهم على مستوى نقابة الفنانين ومديرية النشاط المدرسي وكلية الفنون الجميلة.. وهناك شباب رائع يعمل من أجل مسرح بابلي متألق والمهرجانات الوطنية خير شاهد على ذلك.