ادب وفن

عندما غاص الأمل / مصطفى محمد غريب

عندما كان في خلدنا
أمل في اللقاء
زارنا طيفها
لم يكنْ غيرنا هائما
في عيون الضباء.
*
عندما جاءنا سحرها
سافر الحلم في بالنا
ثم ضاعْ
في ازدحام الظنون
فتجلى البعاد
في طريق البكاء.
*
عندما
اغترفْ
دمعنا حزننا
غاب عنا سليل النداء
ثم جاءتْ ليالي الغياب
عندها
ضاع فينا الرجاء
*
عندما لاح فينا الأمل
سابحاً في البحار
هارباً من ظلام الجنون
غاب فينا الضياء
*
عندما قاربتْ ساعة من فراق
في خلايا النزاع
صار في شوقنا هاجس من فراغ
فتعامى الوفاء.
*
عندما هَبَطَتْ غبرةٌ من مقام
وتناهى إلى سمعنا
في الدليل الخصام
حبنا صار من عثرةٍ
في الجفاء
*
عندما صار طيف الفراقْ
فارساً،
داخلاً، خارجاً، واقفاً
ينتظرْ عند باب الوداع
قام فينا العزاء.
*
حينما جاءنا ودها
ربما لحظة
ربما زفرة
ربما ليلة
كان فيها التجني
وانقطاع الرجاء.
*
حينما
أزفتْ ساعةٌ
من جحيم العذاب
وتغابي الجواب
ثم أمسى الوداع
لحظة من لقاء
*
عندما صَغتْ دمعة
فوق خدٍ جريح
برقتْ قطرة
ثم مال السحاب
نحو أرض الخراب
عندها غاص فينا الأمل
في سقاء الهباء..