ادب وفن

المثقفون العراقيون وزخم النهوض الجماهيري / فاضل ثامر

يمثل نزول شريحة واسعة من المثقفين العراقيين أدباء وفنانين واكاديميين واعلاميين الى الشارع للمشاركة مع جماهير شعبنا في بغداد وبقية المحافظات في تظاهراته واعتصاماته إشارة مهمة ودالة على ارتفاع درجة الوعي والاحساس بالمسؤولية الوطنية لدى هذه الشريحة الواعية. ولذا فنحن نحيي هذا النهوض ونؤكد على أهمية توسيع المشاركة كمياً ونوعياً من خلال الاسهام في قيادة وتوجيه حركة الجماهير والمساهمة في صياغة وبلورة الشعارات المركزية لهذا النهوض الجماهيري وتجنب الانجرار الى طرح شعارات ثانوية او عرضية او تعجيزية.
ان شريحة المثقفين العراقيين، بما تملكه من وعي تنويري مدني، وديمقراطي مبرأ من عيوب الطائفية والشوفينية والمحاصصة والفساد مؤهلة لان تكون عامل توازن ونقطة ضوء تجمع حولها مختلف الفصائل الشعبية التي نزلت الى الشارع بعد ان كشفت درجة الفساد السياسي والمالي والاداري التي سقطت فيها معظم مؤسسات الدولة ومراكزها الموجهة، والتي قادت الى تردي اداء الحكومة المركزية والحكومات المحلية وانهيار منظومة الخدمات واستشراء ظاهرة الثراء غير المشروع للطبقة السياسية الحاكمة وتحويل مؤسسات الدولة ووزاراتها الى اقطاعيات مفتوحة للنهب والسرقة والاستغلال من قبل الاحزاب والكتل والتيارات المتحاصصة. فمعظم الصراعات التي تشهدها مجالس المحافظات مثلا ليس رائدها خدمة المواطن، وانما هدفها سيطرة هذا الحزب او تلك الكتلة على الحكومات المحلية للاستئثار بها وضرب مطالب الجماهير عرض الحائط.
ان هذا الواقع يملي ضرورة اعادة النظر بالعملية السياسية بصورة جذرية والضرب بيد من حديد على المفسدين واللصوص وسارقي المال العام والذين آثروا على حساب الشعب وجوعه ووضع العملية السياسية في اطار الديمقراطية الاجتماعية السليمة وتأني حزمة الاصلاحات السياسية التي أطلقها السيد رئيس الوزراء د. حيدر العبادي تعبيرا عن مطالب الجماهير، وتقويمات المرجعية الرشيدة.
ولكي يحافظ هذا النهوض الجماهيري على زخمه، ينبغي احترام ثقافة التظاهر واحترام حق جميع الشرائح الاجتماعية المشاركة الايجابية البناءة من خلال احترام الشعارات المركزية وعدم الانجرار لطرح شعارات فئوية او حزبية او طائفية ضيقة.
كما ينبغي تجنب الانجرار الى استفزاز البعض ومناوراتهم الخبيثة للإساءة الى الطابع السلمي الديمقراطي لهذه التظاهرات وتشكيل لجان تنسيق لمراقبة حالات التخريب والتجاوز والتطرف حماية لقدسية الشارع العراقي. ونؤكد هنا أهمية الوقوف بالمرصاد لمحاولات القوى الارهابية والتكفيرية وبقايا ايتام نظام البعث الصدامي وبعض القوى الطائفية المتطرفة ومسؤولي بعض السفارات لشق وحدة المتظاهرين او محاولة حرفها عن مسارها لتحقيق أهداف مشبوهة تهدف الى اسقاط العملية السياسية بالكامل وخلق حالة من الفوضى وغياب الأمن والنظام، وهو ظرف يمهد لظهور عصابات ومافيات الجريمة المنظمة التي تحلم بفرصة الحوسمة وسرقة المال العام وتدمير مؤسسات الدولة، واعادة العراق الى ما قبل المربع الاول.
أحيي زملائي واصدقائي مثقفي العراق الاغيار في كل مكان وأدعوهم الى تنفس عبير الحرية الحقيقي والق التحدي والمقدرة على المواجهة وتطهير الذات في مطهر الحشود الشعبية الواعية والشجاعة.
وكل جمعة ونحن نلتقي تحت نصب الحرية في ساحة التحرير وفي كل ساحات الشرف في كل مدن العراق وقصباته.