ادب وفن

الشاعر ابراهيم مالك ... تكريم مستحق / شاكر فريد حسن

جرى مؤخراً، في قرية عرعرة تكريم الكاتب والمفكر والشاعر الكفرساوي/ الجليلي/ الفلسطيني ابراهيم مالك، وذلك تقديرا لعطائه الادبي والثقافي، وتثميناً لدوره الفاعل في العملية الابداعية، ولمواقفه السياسية والوطنية الثورية التقدمية الجذرية.
وبلا شك ان هذا التكريم هو لفتة طيبة وكريمة وخطوة ايجابية، وكذلك تكريم مستحق، ووسام شرف لمسيرة انسان مبدع وشاعر ملهم قدم الكثير للحياة الثقافية الفلسطينية في الداخل، وساهم في خدمة المشهد الادبي الفلسطيني، وتطوير واثراء الثقافة الوطنية الفلسطينية، ثقافة الانسان والتقدم والحرية، ورفع مكانة الادب كاحد الفنون والعلوم الانسانية، والعمل على رفعة ورقي المجتمع الفلسطيني ونشر القيم الانسانية العليا.
وابراهيم مالك هو بالأصل من قرية سمخ الفلسطينية المهجرة الواقعة على ضفاف بحيرة طبريا، هجر منها مع اهله وسكن في بلدة كفر ياسيف، وفيها انهى تعليمه ودراسته، وكان معلمه في التاريخ الاستاذ الناقد بطرس دلة، الناشط في المجال الثقافي والنقدي، الذي نتمنى له الصحة والعافية والعمر المديد.
عشق ابراهيم مالك الكتابة ، وشغف بالقراءة ، أغوته السياسة والهمه الفكر الاشتراكي العلمي التقدمي، الذي اعتنقه اعتناقاً فلسفياً.
انتمى للحزب الشيوعي، وقضى في صفوفه عشرات السنين مناضلاً ومحارباً ومدافعاً عن القيم الثورية التي كرس حياته لأجلها.
ابراهيم مالك نشر قصائده في ادبيات الحزب الشيوعي ولكن انشغالاته. السياسية والحزبية ابعدته عن الشعر فتوقف عن كتابته فترة طويله، ثم عاد بقوة ليرفد الساحة الادبية والثقافية بالاشعار والقصائد الوطنية والانسانية العذبة المخملية، واصدر مجموعة من الدواوين والمجاميع الشعرية لاقت الترحاب والاستحسان من النقاد والقراء.
كتب ابراهيم مالك في كثير من الموضوعات والاغراض الشعرية، الوطنية والسياسية والوجدانية والعاطفية، وتميزت قصائده بالدفء والحس الانساني والصدق الفني الجمالي، وعمق التجربة وغناها. وجاءت اشعاره ملتهبة بالعواطف الجياشة، ثائرة على الظلم والقهر والطغيان، مغموسة بالوجدان، تصور ما يعتمل في نفسه من انفعالات وحب وعشق لفاطمة/ المعشوقة/ الرمز/ الحلم/ المعادل الموضوعي.
ويمكن القول انه كرس شعره صوتاً صافياً ومخلصاً لقضية وطنه المعذب فلسطين، وقضايا التحرر والاستقلال.
فللمكرم ابراهيم مالك الف تحية مع باقة ورد عطرة، والتمنيات له بالعمر الطويل، ودوام العطاء لما فيه خدمة الانسان ونضاله، لأجل الحرية والانعتاق.