ادب وفن

ضيوف الحاسوب / مقداد مسعود

لهم معزة مصابيح مكتبتي، أدباء أعرف بعضهم معرفة شخصية ولا أعرف غالبيتهم إلاّ من خلال فيء أحلامهم الورقية.. أديبات لا أعرف سوى مؤلفاتهن الناصعة، الرابط التفاعلي هو الكتب فالأولوية للنص لا للشخص، هكذا افهم الادب، وبسبب هذا الفهم اتسعت الفاصلة المغلّفة بالدبلوماسية حين نكون في الهواء الطلق: اخوتي في التأليف والعبد الفقير الذي يمتلك القليل من الدبلوماسية والكثير من الصراحة الرحيمة في ابداء الرأي بالمطبوع أمام مؤلف المطبوع.. بعضهم يهديك الكتاب ضحى الجمعة واذا صادفك مساء الأثنين، فأول سؤال بعد السؤال الاول هو: هل قرأت كتابي؟ وقبل ان اجيب.. يرجمني بسؤاله الثاني: بالطبع انت لاحظت كيف تجاوزت كتابي السابق..؟ وحين تمهّد ابتسامتي للاعتذار بسبب ضغوطات كدحي، وما بين يدي ّمن عمل ادبي احاول انجازه.. وقبل ان اتكلم ..يوجز اللقاء بكلمة لها دوي صفيح مضلّع: براحتك.. براحتك..!! أبقى واقفا بمكاني قرب ناصر «أبو الجرايد» في أم البروم.. أتأمل المؤلف الزعلان وهو يندحس في زحام السوق.. خلافا لذلك ضيوف الحاسوب ،تعرفت الى: نتاجاتهن/ نتاجاتهم، بمساعدة صديق حميم، من أدباء البصرة، فهو يسحب الكتب ويرسلها إلي، أما أنا فأكتفي بإرسال عنوانات الكتب الى صديقي ومن خلال هذا الصديق: اقتطف زهراتهم/ زهراتهن من مواقع المكتبات الالكترونية.. أقرأ النتاجات ومعظمها إصدارات جديدة.. استمتع بقراءة المؤلفات وليس بيننا: المؤلف/ المؤلفة وأنا القارئ اي فاعلية تجسير سوى النص ومدى حصانة هذا النص، فالكل يعلم ،ليس لدي سوى الإيميل وهذا يكفيني وأيضا يعتقني من عتب الصديق المؤلف كلما رآني.. من جانب آخر.. تبهجني هذه المكتبة الالكترونية/ المتنقلة فهي تطمئنني على يومي الذي يبدأ مع انتهاء ساعات عملي المرهق في صحراء أم قصر، هذا العمل الذي يضطرني إلى المبيت أحيانا لإنجاز مرحلة من العمل تتطلب انتاجا متواصلا لعدة ايام... وضيوف الحاسوب، أفضل في حالة الاستعارة أيضا... وتجعلني في منأى عن سؤال الآخرين عن كتاب ٍ احتاجه كرغيف ساخن ، خرج للتو من التنور، كما ان ضيوف الحاسوب يكتفون بالقليل من المساحة والكثير من الفوائد يمنحونني.. ولكن لا يعني هذا أنني شفيت من شراء الكتب أسبوعيا..