ادب وفن

حَمامات من الشمس / زهير بهنام بردى *

الحَمامات
تنزلُ من خلفِ قضبانِ نصب الحريّة
تقرأُ ألوانَ الضوء
تتلمّسُ بلهفة ٍرعشة َالصيفِ على الاصابع
ودهشةَ الطينِ ورنّة َموسيقى النشيد
تَخضرُّ أرضُ ساحةِ التحرير
والحماماتُ تصعدُ
تخبزُ الشمس َفي تنّور
كأنّهُ وشاح غرينِ دجلة
في عيونِ الارض
أهتف وقل
البلاد التي لسنا فيها
الضوء والطحين والماء
لسنا فيها الورد وقوس قزح
ولا يتكلّم فيها الخبزُ والزيتون والعنب
البرحي والطير والنَّاس
في ساحات ِالحبِّ والتحرير
لا تسمّى بلاداً
تريدون
سلبَ الحريّة منّا
بالهراوات ِ
الهراواتُ لا تقدر أن
تسلبَ ضوءَ الشمسَ أبداً
اتقدّمُ بالعجب ِوليس بعجب
نفتحُ أبوابَ طفولتِنا
وسواعدَ فتوتِنا
ونرفعُ الحريّةَ تاجاً لاسمِ العراق
في ساحة ِالتحرير
لا تزرْنا بابا نوئيل
خذ ْكيسَ حلواكَ وهداياك
فقدْ كبرُ الاطفال
ورسموا على بالوناتِك
شعاراتِ الشمس والحلوى والحياة
كيف لا نتظاهر
المدارس ُيبكي في أروقتِها التلاميذ
من الجوع ِوشحّة ِالكتب وتحيّة العلم
والجامعاتُ تلبسُ معطفا ً أسود
وتردّد بالعِلمِ وحده يحيا الانسان
وبوطنٍ أحلى
والدوائرُ لا تفتح الا للزّوار
والمعارفِ وغير المراجعين
سنتظاهرُ
ونأتي بالعِلم والعَلم ودجلة
ونفتح ُالدوائرَ والخير
للناسِ كل الناس
ونأتي بحزمةِ الاصلاحات
من غرفة ِالانعاش
وبحزمةٍ تلو حزمة ٍ
نطالب
لتشرقَ الشمسَ
وكما كانت منذ ُبدء ِالتكوين
منذُ آشور وسومر وبابل وحضر
عراقية والى الابد
سنتظاهرُ يا بغداد
سنتظاهر وطني
أحلى وطن
-------------
* شاعر من الموصل ونازح في اربيل/عينكاوا.