ادب وفن

روزنامه* / كاظم الحجاج

- عن حكام العراق: السابقين والسارقين واللاحقين ..
• أمس امتلكْنا ثلاثة ملوك .. لا أكثر .
حتى الرضيع لن يتعب في عدَّهم :
ملك . ملكان . ثم .. "كشٍ ملك"!
وثلاثتهم لم يملكونا .. أبداً .
بل هم لم يحموا ثالثهم الصغير مِن غدرنا !..
• "فيصل الأول": لم أره لحدّ الآن! ففي زمانه البعيد، كان أبي نفسه لا يتعدى سبع سنين هجرية من عمره الميلاديّ.. و"غازي" – الذي كان عاقلاً "بدرجة القذّافي"! – مات غير عاقل، بسيارة سباق. يقولون .. "مع من ولماذا ملك يتسابق"؟!
• .. في مدرستنا الابتدائية كنا نحب "فيصل الثاني" ونكره الوصيَّ خاله. إذ ما كنا نريد وصيّاً على مليكنا المفدى.. غير الانكليز!.. والملك الصغير اليتيم الوسيم زار مدرستنا الابتدائية الجاهلية في 1957.. وبعدها لم نره .. إلى أن قتلناه صبراً .. وهو يحمل المصحف. يقولون ..
- حملُ المصاحف نجح في "صِفّين".. ورسب عندنا!
• .. وفي الزمان الملكّي ، أخرج الانكليز النفط من تحتنا مباشرة.. نزل النفط علينا من أسفلنا، ما بين الملكين: الثاني و.. الأخير.. ومع النفط ابن الكلب المحسودين عليه، كنا نسير الى مدارسنا الابتدائية الجاهلية وإلى مدارسنا الثانوية العاقلة، بالجزمات المطاطية إذا أمطرت السماء، من فوقنا ومن تحتنا .. فليس في الجنوب زمان ذاك شارع مزفّت ولو بالقار الأسود ..
"معلومة":
الى اليوم تقول الكتب الرسمية لمديريات الطرق والجسور:
- عبَّدنا الشارع الفلاني . أي. جعلناه عبداً أسود بالقار!
• .. ومع الملكين الثاني والأخير ؛ كانت منظمات الثواب المسيحية توزع علينا كسوة الشتاء في الصيف . وعصبة الأمم تتثاوب علينا بطحين الحليب في المدارس ، مع كريات زيت الحوت "لتقوية إيماننا"!، حالنا حال أيتام إفريقيا..!
"قطع مبرمج":
أنا أتذكّر الآن صديقنا المسرحي الكويتي "فؤاد الشطّي" .. ولسوف تعرفون لاحقاً لماذا تذكَّرته ..
• أما في أزمنة الرؤساء الجمهوريين الثلاثة.
عبد السلام عارف. ثم شقيقه الطيّب عبد الرحمن عارف . ثم أحمد حسن البكر "لا شقيق له ، ولا هو طيّب"!.. فكانت لدينا شوارع وأزقة "معبّدة" بالزفت . زفّتها لهم ولنا عبد الكريم قاسم ، الذي قتله دواعش العروبة في 1963، بالتواطؤ مع جيران العراق الستة.. وعبد الناصر. سابع جار!
"الزعيم" الذي بفضله صرت جمهورياً وعمري ستة عشر عاماً.. وإلى الآن ، لا يعرف حتى أولادي ، لماذا أحب "برشلونة" الجمهوريّ ، وأكره النادي الملكي!
"فائدة لغوية":
"سرابٌ". تعني أن الصحراء العربية يكذب فيها حتى الماء!
• .. ثم جاء "صدام" – الذي حفظه الله ورعاه جيداً ، لأكثر من ثلاثين عاماً-. بعدما قفز بعصا الزانة من زقاق فرعي غير مزفّت ببغداد، مباشرة الى غرفة النوم في القصر الجمهوري ... وراح يعلّمنا كيف نغنّي للنصر، ونحن مغلوبون مثل الروم في أدنى الارض..
وكيف نغني للإيمان ونحن كافرون حتى بأنفسنا ..
وكيف نغني للكرامة و" كوفي عنان" – المزفّت بالقار – يفتش ألبستنا الداخلية وحفاظات أطفالنا .. بحثاً عن أسلحة!
• ومع العام الشهير، ذي الرقم التلفوني الارضي "اثنين صفر صفر ثلاثة".
- من اليسار – جاء "بريمر" الامريكي ابن الـ .. أمريكية، ..
ليعلّمنا كيف نغيّر حكامنا مع أول كل شهر ؛ من دون دبابات ومن دون بيان أول ومن دون الاتكال على الله ومؤازرة المخلصين .. حتى صار ابن الأمريكية يزيح حكّامنا ، مع كل عادة شهرية لامرأته!
"قطع مبرمج آخر":
.. ولسوف أتذكر الآن المذيع الكويتي الوسيم "ماجد الشطّي".. وسوف تعرفون لاحقاً أيضاً لماذا تذكّرته..
• .. ثم جاء السيد علاوي. ثم جاء السيد الجعفري . ثم جاء السيد المالكي "واحد". وبعده السيد المالكي "إثنان"..
وفي أزمنة هؤلاء السادة الثلاثة – الأربعة ؛ كان الطعام متوفراً جداً – في عاشوراء تحديداً - .. وكان الموت بأنواعه متوفراً جداً جداً ، ومن دون تحديد ، .. في الأشهر الهجرية والاشهر الميلادية ، وحتى في أشهر العسل!
"قال السكّير الأول لصاحبه السكّير الأول ؛
- مذ مات أبي – قد يرحمه الله ! - .. كانت أعمار الناس بأيدي سيّدنا عزرائيل ..
- أجاب السكّير الاول صاحبه السكّير الاول :
- الأعمار الآن بأيدي من هبّ ودب"! ..
"فائدة":
للأعرابي ثلاثة أسماء ، أو أربعة ، .. للتضليل :
أبو عثمان . عمرو . ابن بحر . الجاحظ .
• وأنا سومريّ منسّب الى قبيلة عبادة. غير أن "ابن عمنا" السيد العبادي ، لم ينتخبه الكثيرون ، حتى من قبيلتنا. بل جاءت به بيعة الأقوياء :
السعودية وقطر وإيران وأردوغان واتحاد القوى ومتحدون والوطنية والسيد مسعود وأمريكا والمسيو هولاند والمستر كاميرون والأردن والهرّة ميركل .. مع فصيلين من الفصائل الشيعية الثمانية أو التسعة أو العشرة .. المتناحرة!
"فائدة":
الاسلاميون يدينون الارهاب أحياناً ، ..
تماماً مثل من يبصق على نفسه في المرآة!
• .. والى أن تأتي البيعة القادمة بالسيد بهاء ، أو بالسيد باقر جبر .. أو بأي سيد .. فأنا سوف أبقى أتظاهر ، في الساعة الخامسة من عصر كل جمعة . حتى ولو من داخل قبري في مقبرة الحسن البصريّ ، .. بالتواطؤ ربما مع بعض الدفانين الشباب! ..
أخيراً :
إلى السادة حكّام البصرة ، من حزبيين اسلاميين ، أو من حزبيين مستقلّين، لم تذكرهم "سورة الأحزاب".. انتبهوا لطفاً!
الشطيّان: فؤاد الشطّي وماجد الشطّي ، وبقية الشطيين الكويتيين .. كان أجدادهم الفقراء الطيبون، ينقلون الماء العذب من شط العرب ، بقوارب نظيفة الى الكويت، منذ أكثر من مئة عام . وهم يحملون الى الان لقبهم العذب الذي أخذوه من ماء شطّنا ..
• فلنخجل من شط العرب الآن!
• وأنا خجلان من جبن الاهوار المضفور جدائل و.. "القيمر" .. صرنا نستورده من "عرعر".
"جِرّوا صلوات"!
البصرة في 4/12/2015
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ألقاها الشاعر في افتتاح مهرجان المربد الشعري الثاني عشر الذي أقيم في البصرة ايام 7- 10/ 1/ 2016