ادب وفن

فنانة الشعب "زينب" نجمة في سماء المسرح العراقي / فهد الصكر


بمناسبة الذكرى الـ15 لرحيل فنانة الشعب، زينب (فخرية عبد الكريم)، أقامت دائرة السينما والمسرح، بالتعاون مع نقابة الفنانين العراقيين، صباح الأربعاء الماضي، حفل استذكار للفنانة الراحلة، على قاعة المسرح الوطني ببغداد، بحضور قليل جدا من المهتمين بالشأن المسرحي العراقي. في حين كانت كافتيريا "المسرح الوطني" تضج بالمنشغلين عن الفن!
وبعد الوقوف دقيقة صمت حدادا على ذكرى الراحلة، قرأ نقيب الفنانين العراقيين، صباح المندلاوي شهادة بحق الفنانة الراحلة، تحت عنوان "زينب.. نجمة ساطعة في سماء المسرح العراقي"، وهي عبارة عن سيرة ذاتية تناول فيها الكثير من التفاصيل الدقيقة التي دون فيها بعضاً من ذكرياته مع " زينب " ودورها وعملها في إرساء البصمات الأولى لتمثيل المرأة في مجالي السينما والمسرح. ضمن ظروف الواقع الاجتماعي الذي كان يعيشه المواطن العراقي آنذاك ونظرته لعمل المرأة العراقية ليس في المسرح أو الفن فحسب، بل تجاوز ذلك إلى قطاعات العمل الأخرى. وقال المندلاوي :"في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، سطع نجم الفنانة الكبيرة "زينب" فخرية عبد الكريم. في سماء الفن العراقي، يوم اخذ فيلم "سعيد أفندي" طريقه الى دور العرض السينمائية، وكان لتجسيدها شخصية "فهيمة" المتسمة بالبساطة والشعبية، دور في إنجاح الفيلم، إلى جانب الفنان يوسف العاني. ولم يكن اختيارها لهذه الشخصية اعتباطا، بل تم عبر منافسة بين عشر ممثلات تقدمن لأداء دور البطولة"، وأضاف المندلاوي قائلا : "كانت زينب هي الأجدر والأفضل، ويمكن القول أن الفيلم بمجمله، وهو من إخراج الفنان الراحل كاميران حسني، بقي علامة مميزة في تاريخ السينما العراقية لما أتسم به من اصالة وحس فني وارتباط وثيق بهموم الناس".
وأشاد المخرج السينمائي قاسم حول بشخصية الفنانة زينب ووعيها المبكر، واصفا اياها بـ "الشخصية المدهشة"، من خلال عملها والتزامها وروحها المنتمية للفن، حتى أنها كانت تحضر الى موقع العمل وترتدي ثياب الشخصية التي سوف تؤديها، شعورا منها بتقمص روح الدور قبل التصوير حسب إشارة المخرج حول، وتحدث أيضا عن تجربته الأولى معها في فيلم "الحارس" الذي كان من تأليفه وإخراج الفنان خليل شوقي. عادّا هذه التجربة من اهم التجارب في فضاء السينما العراقية من خلال مؤسسة "أفلام اليوم" التي أنتجت الفيلم عام 1966. هذا وعرض على هامش جلسة الاستذكار فيلم "الحارس". وفيلم "الحارس" تجربة جديدة في الإنتاج السينمائي، قامت بها مجموعة من الشباب السينمائيين في العراق، والتي أسست شركة للإنتاج السينمائي وسميت بـ"شركة أفلام اليوم". وقد استطاعت هذه الشركة إنتاج أول فيلم طويل لها، دخل خلاله معظم الفنانين الشباب العاملين في الشركة، حقل السينما لأول مرة، وفاز فيلم "الحارس" بالجائزة الثانية في مهرجان قرطاج السينمائي في تونس عام 1969، وجاء في قرار لجنة التحكيم "أن فيلم الحارس لخليل شوقي يدعونا من خلال رواية مأساة الحب الذي تناهضه الأوضاع الاجتماعية، الى إلقاء نظرة نقدية واعية على المجتمع".